المقالات

الانقلاب التركي وتساؤلات وطن!

جاء الانقلاب التركي من بعض فصائل الجيش المتمردة علي الديمقراطية يوم الجمعة الموافق 15 يوليو الجاري كالمطر الصيفي الذي لم ينعكس علي مؤسسات الدولة إلا بالقوة التي أكدتها كلمة أردوغان من جهاز موبايل صغير لشعبه بالحفاظ علي الديمقراطية ومكاسبها، والنزول بكل كثافة لحماية الشرعية والديمقراطية واستجابة الجماهير التركية الغفيرة بالنزول في التو إلى الشارع صاحب القرار الأوحد في معركة دومًا فيها المنتصر من يحمله الشارع علي الأعناق، بل البقاء فيه حتي إشعار آخر! وفي ظل تصور بعض الانقلابيين والمراهقين من صغار ضباط الجيش التركي بعودة الحياة التركية إلى سابق عهودها الدموية ووقف المد الديمقراطي والبناء التركي ؟! لتبقي دومًا ودائمًا الديمقراطية هي النجاة للشعوب من سطوة كل العابثين بمقدرات البشر، ومازالت الجماهير التركية في الشارع بأمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي نهض بالاقتصاد التركي وحقق معدلات اقتصادية وثقافية وعلمية وعملية في فترة وجيزة لا تزيد عن عشرة أعوام، بل أصبحت تركيا قريبة من الانضمام للاتحاد الأوروبي فمهما كانت التحديات كان كل الذي حدث بالفعل، وخرج من القبو إلى النور علي رأسه الإيمان بقدرات الإنسان التركي الإيمان بالعمل وتحقيق أهداف استراتيجية لا مكاسب فردية ؟ ومهما كانت الخلافات بين الدول بعضها البعض وخاصة العربية والإسلامية تظل التجربة هي رؤية كل اللاعبين في المشهد السياسي عامة، وهذا ما يجب أن يعي له كل القائمين علي مصالح ورعاية دولهم بغض النظر عن طبيعة الصراع السياسي من عدمه ؟ كما كانت لتفجيرات مدينة نيس الفرنسية الأسبوع الماضي عدة تساؤلات علي رأسها الإرهاب والتطرف وعلاقته بالمشهد السياسي العالمي اليوم فكل حدث إرهابي يحدث في أوروبا وأمريكا علي رأسه دائمًا عرب مسلمون ؟ فهل الإرهاب هو من صنع الإسلام السياسي أم من صنع أنظمة تؤمن أنها الأقوى وكلمتها هي الأعلى في ظل صناعة الميديا العالمية ؟ لكن بالطبع الإرهاب مرفوض وما حدث من سقوط ضحايا ومصابين في نيس الفرنسية هو مشهد وراءه كثيرًا من علامات الاستفهام القادمة والتي سيكون لها الانعكاس الخطير تدريجيًّا علي المشهد السياسي العربي ! وفي ظل التحديات التي تواجه دول عربية عريقة مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا وكيفية العمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من فتن ومؤامرات بالطبع خارجية وداخلية تحقق أهداف لفئة من العملاء والخونة وتجار السلاح والمرتزقة من الدواعش ومن هم على شاكلتهم؛ لكي تظل تلك الدول منجم ذهب لهم حتي آخر قطرة في جسد تكالبوا عليه لكي يكون مريضًا بداء لا شفاء منه داء الإيدز ؟ نحتاج إلى روشتة علاج يقررها طبيب عربي مؤمن برسالة وطن حتى لا نجد الوطن العربي الكبير مريضًا لعقود طويلة ومعه يصعب الشفاء ووجود الطبيب نحتاج إلى كل جهود أبناء وشباب الوطن العربي وسياسيه وقادته؛ كي نتغلب علي تلك الأهواء والفتن والمؤامرات بوعي حقيقي لا يعرف غير الانتماء للوطن ؟! هل نستطيع مقاومة مرض الإيدز السياسي وكل مؤامرات وفتن من تصوروا بأنهم فوق كل الظنون فوق كل البشر.

عبدالواحد محمد

كاتب وروائي عربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى