لايشك أحد إنني سأهون من خطر إسرائيل، فإسرائيل عدو مشترك للعرب والمسلمين لاجدال، ولكن إسرائيل عندما تريد هدم منزل المواطن العربي تشعره ليخرج منه حيًا، ولاتدعو أحد للدخول في ديانتها، فهي تعتبر الديانة اليهودية شرفًا لايستحقه غير اليهودي. بينما تقف إيران من هذه القضية على النقيض، فهي عندما تقرر الانتقام من شخص سني تهدم بيته فوقه وجعله قبرًا له أو تحرقه، ولاترضى عمن لايدع دينه ويعتنق التشيع، أو تكفره وتستحل دمه وماله وعرضه، فهي إذن تتبنى فرض المعتقد على الآخرين، دين يدّعي التشيع ديانة وثنية مستنسخة من الفارسية والزرادشتية، ونظام ولاية الفقيه الكهنُوتي، الذي يقتل ويكفّر من يخالفه من المسلمين، ولهذه الأسباب تكون إيران أشد خطرًا من إسرائيل بيد أن إيران ككيان يعيش في الجوار العربي، ويحتل أربع دول عربية، هي العراق وسوريا ولبنان واليمن، وقد أصبحت العراق تُدار من طهران بواسطة قاسم سليماني والحشد الشعبي، الذي يتولى قيادته أبو آلاء الولائي، حيث قال:”إن قيادة الكتائب مرتبطة بولاية الفقيه، ولا تتبع ساسة العراق”، مايدلل أن الحكومة العراقية مرتهنة لأمرة الولي الفقيه، وتسعى إيران إلى استنساخ حزب الله في الدول التي سيطرت عليها وجردتها من سلطة وهيبة الدولة، لتظل ممزقة تحكمها مليشياً تحت مرجعية ولاية الفقيه، ولم يبقَ من الوقت ما يسعفنا فالغفلة مزقت الأمة العربية ونحن نناقش الحلول ونخرج دون قرارات رادعة لهذا الجسم السرطاني الذي يقطع بأوصالها الأمة، فلايظنن أحد أن واشنطن ستكون بجانبنا حين يكون موقفنا ضعيفًا، عرفناها كصديقة للأقوياء وأعداء الضعفاء ولن يتغيروا، إلا عندما يَرَوْن الكفة ترجح لصالحهم، إلى متى تبقى هذه الأمة ممزقة يسهل استباحتها؟!
سعود بن عايد الدبيسي