الحياة في العالم اليوم تبدو أصعب من أي وقت مضى، تفرض أسلوبها ونمطها على الجميع، كالقطار الذي يقول لك: إن أردت أن تركب فعليك أن تقفز أمّا أنا فلن أتوقف من أجلك.
أكثر من سيقع فريسة نمط الحياة الجديدة هم الكسلاء، الحياة اليوم وغدا لن يعيش فيها إلا من يمتلك شيئا مختلفا ونادرا ليس متوفرا لدى معظم البشر، موهبة سحرية لغة غير مفهومة تفكير جنوني، أو إبداع يفاجئ الحياة ويصدمها.
معظم من يقضون أوقاتهم في الأعمال الروتينية داخل مكاتبهم، ستتجاوزهم الحياة، الآن هناك روبوتات تستطيع أن تنجز المعاملات بثوان معدودة، وبرمجيات تعتمد التعاملات الإلكترونية قبل أن يرتد إليك طرفك، فما حاجة الحياة إذن لأولئك التقليديين، حتما ستقذفهم إلى دائرة اللا تاريخ.
الجيل الجديد إن لم يعتد على أن يكون استثنائيا فلن يصبح أبدا إنسانا، حتى مفهوم الإنسانية بدأ هو الآخر يتغير، ليس الإنسان من يستطيع النسيان، بل هو الكائن الذي بإمكانه أن يأتي بجديد ينسي به الآخرين ما كان عليه أسلافهم.
الحياة الجديدة سئمت ممن يستهلكون أوكسوجينها ويملؤون هواءها بثاني أكيد الكربون دون أن يقدموا ما يستحق أن يبكى عليه بعد فقدهم، أؤلئك الذين يتكاثرون كالأنعام ويموتون كذلك كالأنعام، لم يحركوا ساكنا ولم يكلفوا أنفسهم عناء تسكين المتحرك.
حتى التفكير خارج الصندوق لم يعد يجدي نفعا، نحن مقبلون على زمن بلا صناديق، زمن التفكير في اللا فكرة، أو جعل اللافكرة فكرة قابلة للتنفيذ.
المستقبل يشي بأن هناك الملايين من البشر سيفقدون وظائفهم، ليس لقلة في الفرص الوظيفية، ولكن لأن الوظائف الجديدة لا تتناسب مع قدراتهم ومؤهلاتهم، ولأنهم كذلك لم يستعدوا جيدا لهذه المرحلة فكريا وثقافيا وعلميا.
العيش في الحياة الجديدة ليس مستحيلا إن استطعت إعادة اكتشاف ذاتك، والبحث عما يجعل منك عملة تحافظ على قوتها الشرائية وسط تساقط العملات الأخرى، بمعنى أخر: أن تكون إنسانا يعجز الروبوت عن تأدية مهامه، أو أن تكون روبوتا بعقل إنسان.
ياسر صالح البهيجان
ما وأيك أخي الكريم في حرق منزل الدواعشه ومارايك في معركة غزة
العدو عدو سواء كان اسرائيل أو إيران ، ولن يحترمك عدوك مالم تكون قويا قادرا على رد الصاع صاعين .