بينَ جدران اللحظة، والأمسْ
بين دفن التراب والرمس
أبصرتُ طرف ثوبٍ بالٍ من شقٍ لزمان،
إذ يحكى،
أن لها – للثياب – سطوة وصولجان
كرسي حكم، وتيجان،
عبيد، وسلطان
ويحكى والعهدة على الجيران:
كان لها ذاكرة، كلها:
الموالية والثائرة، المتعالية والدانية، الغانية والسامية ، الباكية، والدامية، ، والساعية
تصطف مطأطئة أطرافها
غافية جافية
وتارة تندس تختبئ حتى فقدت الذاكرة،
ولولا .. لولا اتساخ أكمام أسيادها
ما عرفت أزرارها أسرارها
الفساتين
**
بين جدران اللحظة، والأمسْ
تصطف،
طية بطية، تحمي الطين بالطين من خلف قضبان وزنازين، في مُر النكال، العجاف،
وجذوة السؤال المُعاذ
في غابر السنين
تثرثر منتفضة،من طفحٍ، في الميادين
عن شعوب عارية، وحكام ملاعين
اصطفت تبايع، في ربيعٍ كمين، وخريف مكين
هاتفة: الطين يريد تغيير النظامْ
**
بين جدران اللحظة، والأمسْ
اصطفت بيقين وسراب، الفساتين، براكين براكين: الطين يريد تدمير البلادْ
انكسر الدولاب
ونهبت الفساتين والأجساد عارية
ونسي الطين
كما الثياب
كما الأذهان، تنسى الثياب أحياناً :
خياطها
روافها
ألوانها في الزنازين
أنها محررة.. في ثوراتٍ مكررة !
( تصرخُ ) الأثواب :
من غلق الأبواب ؟
من فتح الدولاب؟
تضرب صناديق السلاطين، بين الحين والحين: الطين يريد موت العبيد
يأتي النداء: اخلعيني يا مطراً من طين
نُكِس الجبين
**
بين لحظات الآنْ، وصورة الأمس، وحتى الغدْ
تمرض الأثواب
تولول: كفوا عن ارتدائي، فالعُريِّ أكسى من لباس المهزلة ياخونة
يجفل الأسياد: ويزعمون أن الثياب مقابر الأجساد !
!
!
للأثواب ذاكرة
وأحزاب ملونة
منها ارتحل صوب الغياب
ومنها لعن الخراب
وبقي الأسياد يقتلون الأسياد
ويعرون البلاد في غصة النهاب،
تنهق الثياب
تعوي الثياب
تعطش الثياب
تغفو الثياب
تتمزق الثياب
____
* العمل الفني يعود لي- في ذكرى الثورات المجهضة