نسمع عن الشعر النبطي ومسماه الشعر العامي أو الشعبي وليس النبطي، وهو لايلتزم بحور الفصيح وإن تداخل معها؛ لأن المعول عليه في وزنه هو اللحن.
وهذا النوع لايؤثر على اللغة العربية فمساحة انتشاره محدودة على نطاق اللهجة المتداولة في محيطه وذائقته يستحسنها العامة والخاصة من الناس كونه يُمثل الموروث الشعبي لهم، أضف إلى ذلك أن مجالها هي مشاركة الناس في مناسباتهم، وإضفاء نوع من المتعة والفائدة لتلك المناسبة لقربه من أفهام العديد ولايمكن للشعر العامي أن يوازي الشعر العربي الفصيح، وهذا أمر يعلمه ويدركه الجميع فلا جديد فيه.
وهناك من الشعراء من وهبه الله الجمع بين الحسنيين في موهبة الشعر وقدرته على الإبداع في مستوى الفصيح والعامي والقدرة على تطويع المعاني في ديباجة من النص المحكم في المبنى والمعنى. ولم يتأثر مستواه في الفصيح لأنه نظم شعرًا عاميًا.
واللغة العربية محصنة بالحفظ الإلهي فمن يدّعي خوفه عليها فقوله مردود عليه وقد قيّض الله لها من المتخصصين الذين يظهرون دررها وجواهرها الثمينة من خلال معرفتهم وعلميتهم. يبقى الشعر العامي في دائرته، كما أن الفصيح يبقى في فضائه المتسع. قضية الضعف في اللغة لها مسببات حقيقية ولعل من أهمها الممارسة لها.
وليس الضعف دليلًا على اندثار اللغة وهدمها؛ لأنها محفوظة بحفظ الله لكتابه الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين. لكم التحية.
مشهور محمد الحارثي