محمد الشهري، إعلامي سعودي بارز، كان يشغل منصب المدير الإقليمي لشبكة تليفزيون الشرق الأوسط “إم بي سي” في السعودية، وهو أول من قدّم البرنامج الرياضي “صدى الملاعب” منذ عام 2000 حتى عام 2006، قبل أن يُسند للإعلامي مصطفى الآغا. وقد حقق الشهري شهرة كبيرة عبر أبرز البرامج الرياضية العربية، وارتبط ظهوره في السنوات الأخيرة بشهر رمضان المبارك عبر برنامج “حروف وألوف”، ومنذ انطلاقته في المجال الإعلامي في عام 1995 قدّم نحو 5 برامج؛ اثنان منها إذاعية حصدا جماهيرية كبيرة، وتُعد تجربة محمد الشهري لامعة في المشهد الإعلامي؛ ليس على نِطاق الإعلام الرياضي فحسب، بل تعدى ذلك إلى البرامج الترفيهية، وتغطية المهرجانات السياحية.
كما نلاحظ 20 عامًا لم تشفع للمذيع والإعلامي اللامع محمد الشهري بالبقاء في القناة، والذي كان من أشهر رموزها، بل هو من عَاصر بدايات القناة قبل أن تتسع شهرتها، وتصبح أفضل قناة في الشرق الأوسط، فهو أحد أهم عناصر القناة، فكيف يتم الاستغناء عن قامة إعلامية كبيرة كمحمد الشهري، في قناة تُحسب على السعودية ..؟! في أحد مقابلاته الأخيرة، قال الإعلامي محمد الشهري:” إن البطانة القريبة من رئيس مجلس إدارة مجموعة “MBC” الشيخ وليد الإبراهيم، هي من أوشت عليه حتى يتم الاستغناء عنه بذلك الشكل ..!!”
وخِتامًا.. في رأيي أن الإعلامي محمد الشهري، قدّم تنازلات كبيرة في حقه، ابتداءً من سُحب برنامج “صدى الملاعب” منه، مرورًا بموافقته على تقديم برنامج آخر “حروف وألوف” لا تتم مشاهدته إلا مرة في العام، وبعد ذلك يختفي !! ويُعد البرنامج ناجحًا على قناة ناجحة بحجم “MBC” لكنه لا يليق به، ولا بتاريخه الإعلامي الزاخِر، لا سيما وهو من ضمن مجموعة مُتكاملة ساهمت بشكل أو بآخر في النجاح الذي حققته القناة “العمل الإعلامي عمل مُتكامل، لا يُنسب لشخص واحد، دون ذكر الآخرين”.
يُعتبر الشهري من القامات الإعلامية التي قدمت إبداعات كبيرة على القناة ذاتها، وأجزم أن له نصيبًا كبيرًا فيما حصدته القناة من نجاحات، فليس من المعقول أن يتم الاستغناء عنه على ذلك النحو ..!! ومؤخرًا قال محمد الشهري حين استضافته إذاعة U-FM :”إنه لا يمكن أن يقبل أن يقدم برنامجًا كان يقدمه زميلًا له، خاصةً وأنه قد ارتبط بمن قدمه منذ بدايته، قاصدًا برنامجه “حروف وألوف” والذي أسندت القناة هذا العام للممثل طارق الحربي”، وكلامه صحيح بالنسبة لإعلاميين كبار مثله، لكن نسي الشهري بأن طارق الحربي في بداياته، ولا يمكن لمثله أن يرفض تقديم برنامج على قناة واسعة الانتشار، ومُشاهد من قبل الملايين من العالم العربي، وهي فرصة كبيرة لطارق في تقديم برنامج بعد نجاحه في تقديم برنامج آخر رياضي على نفس القناة، وليثبت أنه مُقدم ناجح كما هو في التمثيل ..!
ولذلك نتمنى على القناة، وبالأخص من رئيس مجلس إدارتها الشيخ وليد الإبراهيم، عودة الإعلامي محمد الشهري، وإعطاؤه برنامج يليق به، وبمكانته التي حققها كأحد أشهر الإعلاميين السعوديين في العالم العربي، وهذا أقل تكريمًا له. وفي حالة عدم عودته، نتمنى أن يبحث له عن قناة أخرى تليق به، وتقدر مشواره الإعلامي الحافل بالنجاح، والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه .. ماجد الحربي
