قبل سنوات عديدة من عمرنا الماضي، عندما كان – قلعة الكؤوس- النادي الملكي (الأهلي) يحصد البطولات ولا يغيب عنها، رددنا مع- فنان كل العرب، وعاصمة الفن الراقي الراحل طلال مداح يرحمه الله، ووالدينا، وإيانا، وجميع موتى المسلمين- أغنيته ونشيده الرائع: (والله هنيالك يالأهلي يالأهلي نلته بأبطالك يالأهلي بطل الدوري وبطل الكأس والله يالأهلي رفعت الراس).
اليوم يتكرر المشهد وتتجدد الذكريات الجميلة بعودة القلة للبطولات من خلال بطولات هذا الموسم، ولعل آخرها السوبر اللندني المسلوب من خارج الوطن، هذه الإنجازات التي تحققها القلعة كلها ما كانت لتتحقق لولا توفيق الله، ثم الدعم الكبير الدائم المادي والمعنوي من قبل صاحب القلب الذي يدعم دون كلل ولا ملل ماديًا ومعنويًا، ذلكم هو صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز، مدرسة الأخلاق والتواضع، عمله هو الذي يتحدث، يشدك بعقليته، وفكره، وتواضعه، وأدبه الجم، فهو خريج مدرسة عظيمة، مدرسة الراحل العظيم-تغمده الله بواسع رحمته، وجميع موتى المسلمين-.
لا يمكن أن نتحدث عن القلعة إلا ويكون خالد بن عبدالله يسبق اسم النادي، بالأمس وفي لندن عندما حضر التحكيم النزيه، والمساواة بين الناديين في الحقوق داخل الملعب، وغابت الأهواء انتصرت القلعة بصافرة أجنبية، لا تعرف إلا إخراج المبارة بصورة مشرفة، عكس ما حدث العام الماضي، عندما حرم بطلًا من حقه، بقرارات، ورايات مجحفة، هزمت، ومنعت بطلًا من الفوز؛ لأنه حقق الدوري مرتان، وكأس ولي العهد في عاميين متتاليين.
نتمنى من حكامنا أن يتقوا الله، ويشعروا، ويضعوا أنفسهم في المكانة التي تشرف التحكيم السعودي، وأن يكون التعامل مع الفريقين بمكيال واحد، وميزان العدل والمساواة -كما أمر رب العزة والجلال-. لم يكن مستغربًا، ولا مستبعدًا انتصار البطل الملكي؛ فكل المؤشرات كانت تشير لذلك، وكما قلت: كنت متفائلًا بوجود الحكم الأجنبي؛ ليس كرهًا لابن الوطن، ولكن قياسًا على ما عانت منه الأندية من الحكم المحلي، هذا ما يدفعني وغيري من العقلاء إلى تفضيل الحكم الأجنبي.
نعم، هناك حكام أجانب ظلموا فرقًا سعوديةً، لكن الغالب أنهم يحكمون بالمساواة بين الفرق، اليوم من يصدح لك أيها الملكي بعد رحيل صوت الشعب، وفنان الملايين(طلال مداح) الوحيد القادر على ذلك والإطراب؛ لأنه محب للملكي، وهو أخطبوط العود، ومطرب الأغنية السعودية الأول اليوم (عبادي الجوهر)، وسنردد معه -جميعًا- ما يقوله فرحًا مبتهجًا بقلعة الكؤوس، الفريق الذي حقق كأس الملك قرابة اثنتي عشرة مرة-إذا لم تخني ذاكرتي-.
من حققكم يارجال الملكي، ويا جماهيره الوفية أن تفرحوا، وتفخروا بفريقكم الراقي المنظم، وتفخروا بأبناء الوطن من اللاعبين، وتركزوا على منحهم الوفاء كون اللاعب الوافد، مهما قدم فهو يلعب لاسمه، ووطنه، وما يحصل عليه من أموال، القاعدة الملكية، بها نجوم تخرجوا من الأكاديمية، يحتاجون كغيرهم الفرصة. ندرك ونعلم أن المدربين الأجانب ومنذ أكثر من عشر سنوات، لم يعودوا يكتشفون نجومًا، كون إدارات الأندية عودتهم على اللاعبين الجاهزين، لكن هذا مع مرور الوقت سيقضي على المواهب الوطنية، ونحن على ثقة بأن القلب الكبير مشيد الصرح الأهلاوي (الأمير خالد بن عبد الله) يدرك ما نرمي إليه، وسوف يسعدنا بتحقيقه لصالح استمرارية تميز قلعة البطولات.
من الأعماق ألف ترليون للقلب الكبير الأمير الغالي خالد بن عبد الله، ولكل أهلاوي أحب هذا الكيان كبيرًا، وصغيرًا، رجلًا، وامرأة في كل شبر من مملكتنا مملكة الإنسانية، مملكة القلب الكبير، ملكنا ووالدنا سلمان الحب، والحزم، والوفاء، وهنا أشير إلى أن الفريق الأهلاوي إذا استمر على العطاء الذي قدمه الموسم الماضي، وبداية هذا الموسم بالسوبر، فسوف يتعب الأندية، وقد يحرمها بطولات الموسم كلها.
أكرر التهنئة للقلب الكبير (الأمير خالد بن عبد الله)، وعشاق القلعة، وهنيئًا للرياضة بمن ينتصر عن جدارة، لا بصفارة لا تقدر ظلم وبخس الناس حقهم الشرعي إذا قدموا مهر البطولة، وإن شاء الله نرى بطولتنا بهذا المستوى التحكيمي من حكامنا الذين نكن لهم كل التقدير، لكن نرفض الظلم، وحرمان أية نادي حقة ظلمًا، اللهم فاشهد، اللهم إني بلغت!
محمد اليحياء