عبدالرحمن الأحمدي

ويحدِّثونك عن الدَّلع

ما إن تكررت كلمة (الدَّلع) في جوانب المجتمع السعودي حتى أثارت هذه الكلمة المملةُ شعور الكثير من الناس، وبدأ البحث والتنقيب في المقابل عن المميزات الحياتية .. والتي يستمتع بها أصحاب هذه الكلمات المثيرة .. وبالفعل وُجد هناك تباين شاسع في المستوى والرفاهية فاللهم لاحسد. فتلك مقاديرُ كُتبت في اللوح المحفوظ منذ الأزل، ولوحدث العكس بأن الآخرين نظروا لما يتمتع به البعض لقلنا إنه الحسد بعينه، بل الاعتراض على أقدار الله من حيث مَنحُ النعم والأرزاق لبعض عباده دون البعض، وهذه حكمة إلهية تختص به سبحانه، ولكن – أن يحدث – أن يعلِّق هؤلاء ويصفوا أصحاب الدخل المحدود بالدلع والدلال، فهذا قمة التعجب والاستغراب. فلم نسمع من قبل مثل هذه التعليقات الضيقة، والتي هي مجحفة في أحكامها المستعجِلة بأن تعمَّم على مجتمع بأكمله بصفة هي أبعد من أن تنطبق على الجميع بلا تمييز أواستثناء.

ومؤخَّرا ما أطلقه عضو مجلس الشورى على المتقاعدين صفة (الدلع). وما أكثر استهلاك هذه الكلمة، ولو كانت تنطق لقالت: كَفى سخافةً واستخدامًا مستهلكا، وهو – حقيقة – استكمالٌ لما سبق من إطلاق هذه الكلمة، فيقول في معرض حديثه عبروسائل الإعلام: “-المتقاعد مدلع- واعتبرتغريداتِ الاقتصاديين المشاركين في وسم(عضوالشورى للمتقاعدين -كفاية دلع-) لا تعنيه، وأن ما أدلى به لإحدى الصحف يمثل وجهة نظره، مؤكِّدا أن أغلب التغريدات خرجت عن الموضوع الذي وصفه بالعملي أكثر من أنه عاطفي،وأردف:أنالااحتاج لتبرير، وهذا رأيي، وكلنا حر في رأيه، والذي يعمل بوظيفة حكومية براتب منخفض عليه أن يقبل بتقاعدها..إلى أن يصل بقوله:لاعلاقة بالسؤال في موضوعنا.. لا مواطن ولا بطيخ.. الجاهل الذي يسأل هذا السؤال .. إما توجيه أسئلة ذكية أو أقفل الخط”.

عموما لوكان هذا العضو شُغله الشاغل خدمة المواطن، لما كان لديه وقت في التحدث فيما لا ينبغي .. ولا نلوم من وصف المجتمع قبله بالدلع والدلال مقابل عضوفي مجلس الشورى، أي: في جهة حكومية مطالَبة بإيجاد الحلول الناجعة للمواطنين تحت قبة المجلس؛لتحقيق توجهات الدولة في توفيرالحياة الكريمة،وهذه من المسؤوليات التي أَكَّدَتْ عليها في كثير من أنظمتها وقوانينها. فبدلا من أن يُكرم هذا المتقاعد بالحياة الجديدة الخاصة به، وبعد عناء وجهد تجاوز سنين عديدة، نشير عليه بالتوجه إلى القطاع الخاص.. وهل يقبل القطاع الخاص أصلا شخصا تجاوز الستين عاما..؟ وهل أساسا أنهينا نحن مشكلة البطالة لدى فئة الشباب، حتى نتجه لفئة الشيوخ..؟ فعلا بعض الكلام يقول لصاحبه (دعني) .. ولكن ما يزيد الأمر دهشة، والطين بِلَّة هو إصرار ذلك العضو على عدم الاعتذارلمن أفنى عمره في خدمة وطنه. ونحن نقول شكرًا لكل متقاعد بذل وأعطى..وساهم في بناءمجتمعه. والله لايضيع أجر من أحسن عملا.

عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. الله يجبر بخاطرك ….جبرت كسرالمتقاعدين من هذا العضو المتغطرس على اصحاب الدخل المحدود…لكن صحيح ان النار ماتحرق الا من يطأ فيها

  2. شكرا عبدالرحمن على نصرتك للمتقاعدين وتبا لمن لم يذقه الزمن ذل الحاجة من هؤلاء المحسوبين على مجلس الشورى

  3. إياك تجني سكرامن حنظل = فالشيء يرجع بالمذاق لأصله 
    في الجو مكتوب على صحف الهوى = من يعمل المعروف يجزى بمثله

  4. الحمد لله ان الأرزاق بيد فاطر السموات والارض وليست بيد عضو مجلس شورى . ولو كانت كذلك .لإرسال المتقاعدين للمحرقة.
    ولعل الزمان يدور ونرى ماهي نهاية هذا المتغطرس بمنصبه الذي لا يليق بمثل هذا الجاهل .

    كما نشكر كاتبنا الفاضل الذي التمس الجرح وكتب بقلبه قبل قلمه .

  5. لا اعلم ماهي المعايير التي تجعلهم يحكمون على المواطن بالدلع!!!!
    في رايي ان المواطن يوصف ( بالدلع ) اذا سنت قوانين وانظمة تحكم حياته اليومية ، فجميع الوزارات لجباية الأموال فقط ما عدا وزارة التجارة بنسبة لا باس بها . والأخ عضو الشورى لو راح برشم القانون المدني الألماني مثلا وطبقه عندنا لصرنا مدلعين وزيادة.
    شكرًا استاذنا الكريم على المقال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى