أدركت في صغري كل التجارب الطبية التي تفننت فيها عجائز قريتي ..ومنذ مولدي وأنا أتلقى الأخطاء الطبية بدءًا من الكوي في مؤخرة الرأس التي جعلت منه رادارًا غير مرئي .. ونهاية بالحنتيته التي كانت توضع في الفم لإطباقه عن الرغي أو الصياح …
لست أدري إن كانت هذه الأخيرة قد جربها “ابن الكردي” عضو الشورى المتفذلك على معاشاتنا وصب جام غضبه على الشعب حتى وصمنا “بالبطيخ” ..
نعم نحن شعب بطيخ؛ لأننا سمحنا لسعادته أن يصبح عضوًا بمجلس الشورى ويتحدث باسم الشعب ويتقاضى مرتبه ويأكل ويلهف في كل جلسة شوريه مكافأة تُعادل راتب أحد أبناء الشعب البطيخ ..
نحن شعب البطيخ لأن سعادته يركب المرسيدس الفارهة ويصيّف في أجمل بقاع الأرض وتستقبله عند باب كل طائرة سيارات وخدم وحشم فقط؛ لأنه عضو في مجلس الشعب البطيخ .. ولأننا بطيخ فإن “قلبنا” الأحمر الصافي النقاء يأكله “ابن الكردي” وأمثاله مثلجا ويرمي بقشورنا للبهائم ويتسلى ببذورنا على بلكونة مطلة على بحر هادئ.. وليس علينا ونحن البطيخ عيال البطيخ إلا التزام الصمت ونقبل بالضرب على رؤوسنا قبل فتح أدمغتنا؛ لأننا بطيخ وقد نكون غير ناضجين لفكر “ابن الكردي” فيرمى بنا في دهاليز أقرب صندوق ونيت حتى نستوي من الحرارة قبل أن نؤكل.. والأجمل بأننا نتلقى الضرب بصمت من “أبونا وأمنا” وهم يرون كل هذا الضرب والتنكيل ولا يحركون ساكنًا..
ولست أدري إن كانت قضية التقاعد التي تفلسف في طرحها عضو الشورى خليل الكردي تستحق النقاش أم قضية هدر أموال التقاعد التي يقول: إنها من تخصصه فأين ذهبت الاستثمارات الفاشلة التي خسرها صندوق التقاعد وتجاوزت الأربعة مليارات ريال؟ وأين كان ابن الكردي الذي يرطن من خلف كرسي وثير عن أموال الشعب الذي هو مؤتمن أن يتحدث باسمه ويدافع عنه ويقضي له حوائجه بمقابل مادي يتقاضاه كل شهر “متلتل على جثته”؟!
لست هنا أحلل ماقاله خليل كردي بقدر ما أتساءل هل كانت تصريحاته النارية على الشعب البطيخ بتوجيه رسمي شفوي لخلق إثارة الشارع للسكوت عما هو أمر من خوازيق جديدة ..أم أنه خرج وتعنتر علينا لمحاولة إرضاء الحكومة؟!..”وشوفوني وماتنسوني”..
لقد سئمنا من كل تلكم الهرطقات التي تخرج علينا بين الفينة والأخرى تارة بتهمة الدلع وأخرى باسم الفشل وأخيرة بالوصف البطيخي.. شاكرين ومثمنين لسعادة عضو الشورى أن تلطف علينا وجعلنا بطيخًا بدلًا من أن نصبح باذنجانًا مر المذاق ..وللأسف أن يكون عضو شورى بهذا المستوى ويصمت عنه رئيس الشورى الذي لانرى له طحنًا أو عجينًا.. ويفترض محاسبته قبل أن يستفحل علينا ويمزجنا عصيرًا، لكن ليس من مجيب لمجلس بدأ بنقاش بيض الحباري وترك أخطر أمور الشعب ومعاناته معلقة .. ولكن ماذا سنرجي من بعض أعضائه وهم يوكلون التقارير والدراسات لموظفين صغار ويخرجون بها علينا في كل موسم؛ لينتهي بنا الحال كبطيخ لايسمن ولا يغني من جوع، لكن الذي أبصم عليه بعشرين إصبعًا في أطرافي أن عضو الشورى خليل كردي لم يذقْ في حياته طعم الحنتيته ليعرف معنى الصمت وقت الحديث .. وكفى ..الله يستر بس!!
عبدالله عيسى الشريف
للأسف لا نعلم ما هي الآلية التي من خلالها يتم إختيار أعضاء مجلس الشورى
وهل هناك رقابة رقابة على أدائهم لعملهم على الوجه المطلوب وبكل أمانة ومن
ضمنها هل هناك جولات ميدانية يقومون فيها لكي يطلعوا على أحوالهم على أرض
الواقع وكذلك متطلباتهم عن قرب وإعداد تقارير بذلك وما الذي يجعلهم يخرجون علينا
طبعا البعض منهم حتى لا نظلمهم بين حينة وأخرى بقصة الدلع !!
على العموم راح اروح مع كاتب المقال وإلى ما تطرق إليه زين إنها جت على تشبيهم لنا (( بالبطيخه )) : – (