الطوافة.. والرؤية المستقبلية (2)

اختتمت مقالي السابق بدعوة المطوفين للاستعداد لموسم حج هذا العام، والسعي لإلغاء كل فكر تقليدي جامد، من خلال العمل بفكر مستقبلي جيد، بعد أن أصبحت الطوافة كمهنة والمطوفون كأفراد يُنظر إليهم البعض نظرة سلبية، متهمين إياهم بارتكاب مخالفات وتعطيل أعمال، وبُعدًا عن التطوير والارتقاء في الخدمات.

ومع بدء أعمال موسم حج هذا العام، رأينا وقرأنا ما دونه البعض من انتقادات بحق المطوفين ومهنتهم، وهؤلاء المدونون وإن أخطأ البعض منهم في كلماتهم، فهم معذورون فيما دونوه لجهلهم بأعمال المطوفين وخدمات المؤسسات، ولعل السبب الرئيسي في هذا غياب الإعلام القوي بمؤسسات الطوافة والقادرة على نقل الصورة الحقيقية لأعمال مؤسسات الطوافة ومكاتبها الميدانية. وهناك من اتهموا المؤسسات بعدم الوفاء بالتزاماتها في تأمين السكن المناسب للحجاج، وآخرون قالوا إن سبب افتراش الحجاج للشوارع والطرقات بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، هي مؤسسات الطوافة والمطوفين، الذين لم يسعوا لتأمين السكن والمخيمات الكافية للحجاج. واتفق مع هؤلاء في كل ما قيل وسيقال، إن استطاعوا إثبات أن لمؤسسات الطوافة أو المطوفين دورًا في تأمين السكن للحجاج بمكة المكرمة.

فعملية تأمين السكن للحجاج بمكة المكرمة تتم بين مكتب شؤون الحجاج ـ بعثة الحج ـ وصاحب العقار مبنى سكني كان أو فندق، وأن دور المؤسسات هو التصديق على العقود، لتأمين حقوق الطرفين؛ إضافة إلى قيامها بحفظ نسبة 15 % من قيمة العقد كتأمين يعاد لصاحب الدار بعد مغادرة الحجاج. أما عملية افتراش الحجاج للشوارع والطرقات، فهؤلاء المفترشون هم من المقيمين بالمملكة والذين يدخلون لمكة المكرمة قبل عملية المنع، ونراهم مفترشين للشوارع في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

وإن ادّعى شخص ما أن هؤلاء المفترشون هم من حجاج الخارج المكلفة بخدمتهم مؤسسات الطوافة، فأملي أن يقدم ما يثبت صحة أقواله .

 أحمد صالح حلبي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. في كل إدارة ناجحة لابد من تقديم الأهم ثم المهم
    والأهم هنا قبل التطوير تنظيف بعض المكاتب من الفساد لكي نرتقي في عملنا ونكون أمناء في خدمة الحجيج ضيوف الرحمن ولا نفكر في المادة ونهرول سريعاً وراء المكاسب الضخمة آخر الموسم وللأسف واقولها بحرقة أصبحت المهنة مادية لأغلب رؤساء المكاتب أكثر من أنها شرف وفخر لنا فالبعض منهم أخفق كثيرا في خدمة ضيوف الرحمن في العام الماضي في أمور شتى وبكل سهولة يعمل هذا العام رئيسا من جديد مع إعطائه شهادة شكر وتقدير للإخفاق الذي حصل
    لقد أسمعت لو ناديت حيـا ولكن لا حياة لمـن تنـادي
    ولو نارٌ نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في الرمـادِ
    قبل التطوير يا أستاذي القدير لا بد من التطهير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى