المحلية

إمام الحرم المدني “الثبيتي” : الشهرة داءٌ يطلب ودها الراكبون خلف السراب

(مكة) – المدينة المنورة

تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي عن التنابز والتفاخر, مبينًا أن من السمات التي اتصف بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم التغافل والتغافر .
وأشار فضيلته إلى أن المتأمل لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم يجد أنها كانت بعيدة عن التكلف في الأقوال والأفعال والمعيشة .
وقال : إن الإسلام يرشد ويعلم أنه مهما عزت الأعمال وشرفت فإنه لا يستقيم الافتخار بها, قال الله تعالى (( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله )) .
وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن الافتخار بالنفس وإظهار المكارم والجاه والحسب والنسب والتباهي بمدح الخصال والإعجاب بالنفس تعاظماً صفات مذمومة ونوع من الضعف, قال جل من قائل (( إن الله لايحب كل مختال فخور )) .
وبيّن فضيلته أن أخطر صور التفاخر التي تهدد عقيدة المسلم, هي الرياء, الذي وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بالشرك الأصغر .
وأوضح أن من صور التفاخر المجاهرة بالمعاصي, وأن التباهي والتفاخر شوّه المعاني السامية للكرم بتكلّف الإسراف والتبذير حتى بلغت السفه والجحود والكفر بالنعمة, مبينًا أن التبذير الذي نهى الإسلام عنه يشمل التفاخر والتباهي التطاول والتكاثر المبني على العُجب والرياء قال عز من قائل (( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر )) .
وأضاف الشيخ الثبيتي يقول : إن المتفاخرين بالمظاهر يتشبثون بسبب انتكاس الموازين وتوهّم القوة, مشيرًا إلى أن المال والصحة والجمال والمنصب, هبة من الله تعالى, وهي متقلبة زائلة, وعلى المرء أن يقابلها بالتواضع .
وتابع فضيلته يقول : إن القرآن الكريم وصف حال الذين يباهون بأموالهم وأولادهم, حيث قال تعالى في وصفهم (( نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين )), ورد الله تعالى عليهم قولهم فقال جل من قائل (( لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئاً )) .
وبيّن أن الشهرة داءٌ يطلب ودها الراكبون خلف السراب ولو على حساب مخالفة الدين والأخلاق, فطالب الشهرة يعيش أسيراً لنظرات المعجبين, قال النبي صلوات الله وسلامه عليه ( من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ) .
وأوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي, أن من أخطر آثار التفاخر والتباهي أنه يفسد على المسلم دينه فالدين يفسد بالحرص على الشرف بالدنيا إذا قصد بها الرياء والسمعة, قال صلى الله عليه وسلم ( من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به ), كما أن المفاخرة بالعبادات تذهب بركة الأعمال وتحبطها, قال جل في علاه (( أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت )) فالعمل الصالح كالبستان كثير الثمار وإظهار الأعمال بقصد المفاخرة والرياء كالإعصار على البستان يمحقها ويذهب بركتها, وهو سبب لهزيمة الأمة, قال صلى الله عليه وسلم (إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم ) .
وانتهى فضيلته إلى القول بأن ظهور النعم على الإنسان دون قصد إظهارها والاستعلاء فهذا لا بأس به, قال تعالى (( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق )) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى