المقالات

أيُّها المتنبي لست وحدك!

#لواعج_العزلة

ولله في تقديره وقضائه حكمة بالغة، وله علينا التسليم والرضا .. وهذا أول القول وآخره !
وبين هذا وذاك فلقد تسلّلت زائرة المتنبي في الظلام، وشغفت مبيتًا في مخِّ العظام، فذكرتُ قصيدة الحمّى ببلاغتها وصورها وتشبيهاتها.
ولكم هِمْتُ بجمالها وسكنتُ إلى دهشتها سنينَ عددًا !
إلّا أنَّ حبيبة السوء اهتاجتِ البارحة بأدمعها السَّجام حيلولةً بيني وبين محبرتي، حتى بلغت رِعْدَةُ غَيْرَتها أنْ رجفتْ أناملي فلمْ يُطِق قلمي ثباتًا..
فحملَتني من مكتبتي ولم أعِ كيف استطعتُ حملَها، وكأنّني أُدَلِّلُها على كَرْهٍ، أو شابٌّ بهيُّ الطُّلْعَةِ اقتادوه إلى عجوزٍ شمطاء فقالوا له: هذه ليلتك وحلم حياتك !
فقضينا وطرًا واغتسلنا في فراشي ولاحول ولاقوة إلّا بالله ..
وبئسًا لها من عروسٍ وزائرةٍ لامرحبًا بها !
طابتْ نفسُها بتقطّع أنفاسي، فإذا بي أسمعني ولاأسمعني، وأعرفني ولاأعرفني، وكأنّ على لساني قبيلة جان تهذي فأبرأ ممايقولون ..
فأخذتُ أُمنّي النَّفسَ وأرقبُ الصُّبحَ علّه يطردها، فأقومُ بالتزامي تجاه صحيفتنا الموقرة وزاويتي الوليدة ..
وكما قال مالئ الدنيا وشاغل النّاس :
فإنْ أَمْرَض فما مَرِضَ اصطباري
وإنْ أُحْمَمْ فما حُمَّ اعتزامي
فهاأنا أحمل نفسي على العزيمة، وأدفع باصطباري الهزيمة ..
فأيُّها المتنبي ..
كُلُّنا محمومٌ فلستَ وحدك !

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. نعم يا استاذي عماد .. في لسانك قبيلة من بلاغة وفي جوفك منبت لغة ..
    عظيم ما قرأت

  2. نعوذ بالله من الحمى ونفضتها
    زوجك الله بكرا وابعد عنك العجائز والهموم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى