تقع قرية القاحة الوادعة في الشمال الغربي بإتجاه المدينة النَّبويَّة،وتبعد ما يقارب المئة والخمسين كيلو عنها، وعن محافظة بدر تقريبا الثمانين كيلو. ويشتغل أغلب أهلها في المجال الزراعي. ومما يزرع فيها: النخيل، والخضروات، والورقيات.. وأيضا في تربية المواشي. ويتم تصدير المُنتجات إلى السوق المحلي،والفائض من المحاصيل يذهب إلى الأسواق المجاورة.
ويعمل بعض أبنائها في شرف خدمة الوطن في مواقع مختلفة من المدن، كمدينةينيع، وجدة، ومكةالمكرمة، وغيرها.وحين يحل الحنين في داخل قلوبهم يعودون إلى مساكنهم الأصلية سواء في الإجازات القصيرة أو الإجازات الطويلة،فهُم على ارتباط وثيق لا ينفك لقريتهم، وحنين دائم لا ينقطع لمسقط رأسهم. وكما قيل “فما الحب إلا للحبيب الأول”.. وهذا بطبيعة الحال هو الفطرة البشرية.
وفي هذه العودة تبدأ المعاناة الحقيقية لهم حين يقصدون منازلهم، فما يصاحبهم حقيقة من الإرهاق والتعب بسبب خطورة الطريق الرئيس داخل القرية سواء من حيث تآكل الطبقة الأسفلتية..أو من حيث المنعطفات الخطرة .. أو عدم وجود الخطوط الفسفورية. فيأملون وحفاظا على الأرواح التي تُزهَق على مدار العام بالاهتمام بهذا الطريق للقرية، وربطه بالطريق العام، بالإضافة إلى ربط القرية بالحارات والأماكن القريبة والتابعة لها من حي وادي السدير ووادي الرنة وحي أم العقارب. حيث يضطر أهلها إلى إيقاف سياراتهم على مسافات بعيدة عن منازلهم؛لعدم إمكانية الوصول بسياراتهم،والركوب بسيارات نقل خفيف مخصصة للطرق الوعرة، بالإضافة إلى حالة النظافة في القرية حيث لايوجد حاويات كافية لرمي المخلفات فيها.. ممايؤدي إلى تراكمها بجوار المنازل، وبالتالي ضرورة حرقها، وهذا يسبب مخاطر صحية وخاصة للأطفال وكبار السن من جراء الأدخنة المتصاعدة من عملية حرق المخلفات.
على أي حالٍ سبق وأن صَرح -لإحدى الصحف قبل أكثر من عام تقريبا -المشرفُ على الإعلام بأمانة المدينة المنورة المهندس يحيى سيف : ((أن القاحة واحدة من القرى التي تحظى بالرعاية والاهتمام ضمن خطة الأمانة الاستراتيجية التي تهدف منها الوصول بالخدمات لكافة قرى المنطقة – مضيفا – أن ملاحظات المواطنين توضع دائما في الاعتبار” ونحن نتساءل بدورنا أيضا إلى متى تظل قرية القاحة خارج دائرة الاهتمام .. وإلى متى لا تواكب القرية التطورات والنهضة العمرانية والتنموية في بلادنا المباركة.
وأهالي القرية يمتد تساؤلهم إلى جهات أخرى بمطالب مأمولة لهم يقول الأستاذ حمدان الصبحي من الأهالي: نطالب إيجاد مستشفى على قدر التعداد السكاني للقرية ..
وإيجاد خط رئيس لمياه التحلية من أقرب خط رئيس يمربالقرية من محافظة المسيجيد.. وكذلك إيجاد وسائل نقل آمنة لأبنائهم الطلاب..وتخصيص قسم علمي في المرحلة الثانوية.. وصرافة بنك تكون ملبية لحاجاتهم الشرائية بدلامن الذهاب بعيدا لتوفيرالمبالغ النقدية.كلنا أمل في تحقيق هذه الرغبات الملحة في القريب العاجل .. فهل نرى ذلك.
عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي
الخير جايكم بإذن الله ….