المقالات

زيف الاعلام القاتل!!

قبيل نحو 15 عاماً التقيت بثلة من الشباب الإعلامي المتحمس في الرياض ..كانت الوطنية تتدفق من مقلتيهم وكان يزعجهم الضعف الإعلامي المحلي انذاك الذي يعيش تحت مظلة التدجين في الصحف الورقية وجبروت الوزارة في التلفزيون ..

هذه الثلة من أبناء الوطن تدفقت الرؤى لديهم بإنشاء منتدى خاص قبيل ظهور الواتس بسنوات أطلقوا عليه اعلاميون..كان يقود هذه القافله المستنيرة بحب الوطن والقيادة سعود الغربي الذي ضحّى بوقته وجهده وماله من أجل إبراز الكلمه القوية في حق المملكه.. عرفت سعود الغربي متقد الحماس وقوي الشكيمه..كان أنموذجا حياً في صحيفة الحياة اللندنية وترك وراءه فراغاً حين غادرها إلى مرحلة الماجستير والالتحاق ببعثه دراسية إلى كندا ليواصل مرحلة الدكتوراه في الوطن …

كان سعود ولايزال لكل من عرفه الرجل الوطني الذي يدقق في كل مخارج الكلمات حتى لاتسيء لبلاده وعندما انتقل الى الإعلام المرئي نجح في انتشال برنامج صباح السعودية من الروتين الممل إلى برنامج متنوع ومفيد وانتقل إلى الإشراف على قناة الاقتصادية التي صعد بها من بوتقة الإهمال إلى درجة الاهتمام ..

لست منافحا عن الرجل لأن حتى خصومه في العمل شهدوا له بكل جدية في العطاء والمثابرة. بيد أن الرياح غالبا لاتأتي مواتيه لكل السفن فقد اصطدم سعود الغربي الذي ترجل قبيل ايام عن مواصلة العمل في الاقتصاديه بالكثير من المشاكل منها الماديه واللوجستية ولعمري هذه مشكلة ازليه لم تجد لها حلاً خلال تعاقب الوزراء على الثقافة والإعلام ..

نحن لانقبل بمن يصنف القائمين على دفة العمل بالاعلام كموظفين وهذا لعمري فيه شيء من التجني .. بيد اننا نحتاج بلا شك الى خبراء محليين ولدينا كوادر وطنيه لايزال لديها العطاء .. لكن ستحل مصيبة فيما لو تدار الثقافة والإعلام ببيروقراطيه قاتله لاتعرف معنى جهد أو تشجيع إلا بحدود وربما تصرف على حفلات ومناسبات أكثر من صرفها على تجديد وتحديث برامج مرئية .

لم نعد بحاجة إلى زيف اعلامي وتطبيل وزاري يغدق بلا إنتاج .. لست هنا اتحامل على أحد لكنني انبه الى مالايمكن ان نحمد عقباه .. بيد اني أحزن أشد الحزن أن يفقد الاعلام المرئي مثل سعود الغربي وهو في أوج عطاؤه.. لكن التاريخ سيضع بصمته لجهد رجل عمل واخلص ليس من أجل شيء سوى الوطن وقيادته ..

نحن اليوم بحاجة لمثل سعود في كل محفل اعلامي خارجي وداخلي وبحاجة أكثر أن لانفقد شبابنا الذين جاءوا محملين بأفكار التطور من. أجل الإنسان والوطن .. وكفى … ….

عبدالله الشريف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى