لاتخلو أجهزتنا من القروبات من برنامج الواتس أب منها ماكان اختياريا، ومنها ماكان إلزاميا، ومنها مافرض علينا. وأصبحنا نؤثر ونتأثر في هذه المنظومة الاجتماعية التي إن أحسن الإنسان التعامل معها استفاد منها الكثير على المستوى الفردي والعائلي والاجتماعي، وإن استسلم للظنون والهوى فقد امتطى دابة الشر التي تهدم ولا تبني ومفارقة عجيبة أن البناء له مراحل بينما الهدم يأتي في لمح البصر .
سمعنا عن ثقافة الحوار وتعرفنا على أبجدياته، يتبقى أن نجعل منه واقعا نعيشه في معاملاتنا وعلاقاتنا الإنسانية، ولعل تطويع قيمنا وأخلاقياتنا التي نستقيها من منهجنا الإسلامي في حسن التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي هو أحوج مانكون له؛ خاصة في هذه الفترة الزمنية التي تعج بالمصادمات الفكرية وأفرزت مقولة إن لم تكن معي فأنت عدوي، وهذا يتنافى مع سماحة الدين التي استوعبت كافة الثقافات الإنسانية، وجعلت الحكمة ضالة المؤمن وهو أحق الناس بها إذا وجدها. لابد أن نضع معايير في طريقة تعاملنا مع هذه الوسيلة، وأهمها حسن الظن وسلامة القلب ورجاحة العقل والصدق في القول والنقل واحترام وجهات النظر. ولتكن لنا مرجعية تاريخية عبر موروثنا الثقافي وما غنمناه من الشخوص البشرية التي قدمت مأثر لم تندثر من السلوكيات النافعة والمفيدة على خارطة التاريخ.
أليس لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة تهدينا إلى منابر النور وكتاب من الله يرشدنا إلى جادة الحق.
مشهور محمد الحارثي