في نهاية موسم دراسي منصرم بناءً على التقويم الدراسي المعتمد من قبل وزارة التعليم، نال المعلمون على إثرها إجازة مستحقة تمتد إلى أكثر من ثلاثة شهور .. قد لا تتكرر على الأقل في السنوات القادمة. وهي ليست هكذا اعتباطا .. أو من باب الرفاهية والدلال، بل هي مرتبطة على أساس إنهاء الأعمال المقررة لكل معلم، بعد عام تعليمي حافل ما بين تلقي العلوم والمهارات المختلفة .. وما بين حلول الاختبارات الدورية .. بالإضافة إلى اتمام الاختبارات النهائية، وبالتالي حصول الطلاب على النتائج الدراسية إما بالنجاح أوعدم التجاوز، ومن ثم تبدأ الإجازة للمعلمين، بمعنى أن أعمال المعلمين مرتبطة بحضور الطلاب للمدرسة، والعكس صحيح. وهي بالمناسبة أشبه بالإجازة غير القائمة على الاختيار بل هي أشبه بالإجازة الإلزامية، فليس للمعلم طيلة العام أي اختيار آخر للإجازة؛ لارتباطه بطبيعة الحال بالمناهج الدراسية المعتمدة من قبل الوزارة. وبدهيا تعتبر من الأوقات المناسبة لقضاء الإجازة الصيفية، ولكن ليس للمعلم أي بديل آخر طيلة العام الدراسي، وهذا من خصوصيات العمل التربوي والتعليمي دون غيره من الأعمال.
ومؤخرا تناول بعضٌ من المجتمع وعبر وسائل التواصل الاجتماعي بتنوعها الكثير من السخرية والاستهزاء وحَبْك الأخبار العديدة المصطنعة بالمعلمين، ولا أعلم هل هذا من باب الدعابات المستثقلة..؟ أم من باب تمني زوال النعم – أي الحسد بالمعنى الصحيح -..؟ عموما في المحصلة النهائية – حقيقة – هو من باب عدم التقدير والاحترام لمن له فضل على كافة أطياف المجتمع وعلى اختلاف مشاربهم فللمعلمين فضل على العلماء والوزراء والقضاة والأطباء ورجال الأمن والموظفين بصفة عامة، ومن ينكر ذلك الفضل فليعُدْ بالذاكرة قليلا إن أسعفته.. ويتذكر كيف كان الوضع المعرفي له قبل أن يلتحق بالمدرسة؟ وكيف أصبح بعد الالتحاق بها؟ وهذا السبب يكفي لمعرفة من هم أصحاب الفضل عليه في علمه وفهمه وأدبه وتحوله من الأمية غير المحمودة والغير النافعةإلى الإدراك والمعرفة والعلم، وهذاوالله يكفي لمحبتهم وتقديرهم،فل نتخيل كيف سوف تصبح حياتنا بلا تعلم وعلم وبلا معلم.
إن أهمية احترام المعلم وتقديره في كافة المجتمعات والاعتراف بفضله، لهو أساس نهضة الأمم وتقدمها، وليس هذا فحسب بل إلى تبؤاها مراكز الصدارة، يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: ((إنما بعثت معلما))، وهنا حقيقة راسخة فلا يقدم العلم ولاتؤتى ثماره إلا بواسطة المعلم، وإن تكرار كل هذه التعليقات غير اللائقة بشكل ملاحظ سواء على مستوى وسائل الإعلام .. أو على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي .. أو حتى داخل الأسرة، لَيُرسِّخ صورة نمطية في ذهن المتعلم، حول هذا المعلم القدير، بأنه محل استخفاف وسخرية. فكيف يستطيع المعلم فيما بعد التعامل بكل مهنية مع هذا الطالب داخل المبنى المدرسي؟ وكيف يستطيع تقديم المعلومات والمهارات اللازمة؟ وكيف نبني الوطن ونحقق أحلامه.. إلا بالسواعد الشابة ولكنها قد فقدت الاحترام في داخلها للمربي، فماذا ننتظر في المستقبل من هذه الأجيال القادمة، ونحن في أمس الحاجة إلى أفكارهم وقدراتهم وإنجازاتهم.فلنعمل جميعا على إعادة الأمور إلى نصابها باحترام وتقدير المعلمين في كل وقت.ففقدان احترامهم هو بداية لفقدان الاحترام المتبادل بين الأبناء والآباء،وبين الأبناء وكل من يعيش في المجتمع،نعم نأمل ألاتمسوا المعلمين بأي سوء.
عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي
بوركت وكان ذلك في ميزان حسناتك كم انت رائع ايها الكاتب الكبير في الكم والكيف والقدر .
كاد المعلم أن يكون رسولا
هنيئا للمعلم من فضل عند الله إن احتسب واخلص .
فهي مهنة الأنباء يعلمون الناس عبادة الله وحده .
لا نستطيع القراءة والكتابة بدون معلم .
كما لا نستطيع قراءة القرآن وفهمه بدون معلم . فأنت الجندي المجهول على مدى التاريخ .
فلك منا كل الحب والاحترام والتقدير والعرفان بالفضل بعد الله .