(مكة) – مكة المكرمة
اكتمل وصول حجاج بيت الله الحرام اليوم السبت الثامن من شهر ذي الحجة 1437 إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية بها اقتداءً بهدي المصطفى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن ثم يتوجه الحجيج إلى مشعر عرفات للوقوف به .
ورافق توافد مواكب ضيوف بيت الله الحرام إلى مشعر منى تحفهم العناية الإلهية، الآلاف من رجال الأمن بمختلف قطاعاتهم الذين تابعوا توجه الحجاج إلى منى عبر الطرق الفسيحة والأنفاق والجسور التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد – حفظهم الله -، إذ ترتبط مكة المكرمة بالمشاعر المقدسة بشبكة طرق عديدة، إضافة إلى الأنفاق والطرق الخاصة بالمشاة التي زودت بجميع ما يحتاجه الحاج وهو في طريقه إلى منى.
ورصدت بعثة وكالة الأنباء السعودية في المشاعر المقدسة رحلة الحجيج من مكة المكرمة إلى منى التي تميزت باليسر رغم الكثافة الكبيرة في أعداد السيارات والمشاة بفضل الله تبارك وتعالى ثم بفضل رجال المرور الذين يساندهم أفراد قوى الأمن في جهودهم في تنظيم حركة التصعيد وإرشاد ضيوف الرحمن ومساعدتهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم الذين يبذلون الغالي والنفيس لخدمة الحجاج والسهر على راحتهم وتيسير تنقلاتهم بين المشاعر المقدسة تنفيذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين ، وسمو ولي عهده الأمين ، وسمو ولي ولي العهد ، ببذل أقصى الجهود لتأمين المزيد من الراحة والأمن والطمأنينة للحجاج ليؤدوا مناسكهم في أجواء مفعمة بالأمن والإيمان.
وتابع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية وجميع المسؤولين في الجهات ذات العلاقة بخدمة الحجيج عملية تصعيد الحجاج إلى منى .
وواصل سمو ولي العهد ، وسمو أمير منطقة مكة المكرمة تعليماتهما للجهات المعنية ببذل المزيد من الجهود لتوفير ما يحقق لضيوف الرحمن أداء مناسكهم في يسر وسهولة وأمن وأمان.
أما أعمال يوم التروية إذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة استحب للذين أحلوا بعد العمرة وهم المتمتعون أو من فسخوا إحرامهم إلى عمرة من القارنين والمفردين أن يحرموا بالحج ضحى من مساكنهم وكذلك من أراد الحج من أهل مكة أما القارن والمفرد الذين لم يحلوا من إحرامهم فهم باقون على إحرامهم الأول .
كما يستحب لمن يريد الإحرام الاغتسال والتنظيف والتطيب وأن يفعل ما فعل عند إحرامه من الميقات وأن ينوي الحج بقلبه ويلبي قائلاً : لبيك حجاً وإن كان خائفاً من عائق يمنعه من إتمام حجه اشترط فقال: فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني وإذا كان حاجاً عن غيره نوى بقلبه الحج عن غيره ثم قال لبيك حجاً عن فلان أو عن فلانة أو عن أم فلان إن كانت أنثى ثم يستمر في التلبية ” لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ” وإن زاد لبيك إله الحق لبيك فحسن لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ويستحب للحجاج التوجه إلى منى ضحى اليوم الثامن قبل الزوال والإكثار من التلبية حيث يصلي بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر التاسع قصراً بلا جمع إلا المغرب والفجر فلا يقصران لقول جابر رضي الله عنه ( وركب النبي صلى الله عليه وسلم إلى منى, فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر, ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس ) رواه مسلم.
ويقصر الحجاج من أهل مكة الصلاة بمنى فلا فرق بينهم وبين غيرهم من الحجاج لأن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى بالناس من أهل مكة وغيرهم قصراً ولم يأمرهم بالإتمام ولو كان واجبا عليهم لبينه لهم.
ويستحب أيضا للحاج أن يبيت بمنى ليلة عرفة لفعله صلى الله عليه وسلم فإذا صلى فجر اليوم التاسع مكث حتى تطلع الشمس فإذا طلعت سار من منى إلى عرفات ملبياً أو مكبراً لقول أنس رضي الله عنه ( كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه ويكبر منا المكبر فلا ينكر عليه ) رواه البخاري بلفظه ومسلم وقد أقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك لكن الأفضل لزوم التلبية لأن النبي صلى الله عليه وسلم لازمها.
وما تم ذكره من أعمال اليوم الثامن يسن للحاج فعلها تأسياً بالرسول صلى الله عليه وسلم وليست واجبة فلو قدم إلى عرفة يوم التاسع مباشرة جاز لكن لابد أن يقف بعرفة محرماً سواء أحرم يوم الثامن أو قبله أو بعده.