الأمن إذا ما توافرت أركانه؛ فإنه نعيمة عظيمة يجب أن يشكر عليها الباري سبحانه وتعالى. ونحن في المملكة العربية السعودية، ولله الحمد في أمن وأمان عظيمين بفضل الله أولًا وأخيرًا، ثم بفضل قيادتنا الحكيمة وعلى رأسها مقام سيدي خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله ورعاه. ولو أردت الإبحار في أمن وطننا الغالي واستعراض ما تنفقه دولتنا حفظها الله، في سبيل تثبيت أركانه واستتبابه، فلن كفتني المحيطات حبرًا والأرض قرطاسًا.
وهنا أريد أن أُعرج على عنصر أمني لا يقل أهمية عن الأمن المتعارف عليه الأمن الأمني، وهو الأمن الصحي. نعم الأمن الصحي، فهو أمن بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فالأمن في مفهومه العام، هو الوقوف بوجه من أراد الإضرار بالوطن وبحياة مواطنيه، وهنا فإن الأمن الصحي هو درعًا واقيًّا وحصنًا حصينًا بعد الله سبحانه وتعالى ضد جيوش من الأمراض التي تُحيط بحياتنا في كل لحظة، بل في كل جزء من كل لحظة. الأمن الصحي، هو جيش من الأطباء والإخصائيين والفنيين والإداريين تحت مظلة وزارة الصحة، يقفون صفًا واحدًا في مواجهة أعداء الصحة المتربصين بصحة ابن هذا الوطن الغالي وزائريه، من الفيروسات والميكروبات الحاملة لأخطر الأمراض وأشرسها؛ ليمثلوا بذلك قوة أمنية ضاربة تقف على ثغر الأمن الصحي.
نرى هذا الجيش بوضوح وجلاء في ميدان خدمة ضيوف الرحمن أثناء الحج، وقد انبرأ جنود الأمن الصحي البواسل، في مواجهة الخطر مضحين بحياتهم وأرواحهم وصحتهم في سبيل التصدي لأشرس الهجمات من قبل أعداء الصحة ومتربصيها من جيوش الأمراض الفتاكة الوافدة إلينا من أصقاع الأرض. لولا فضل الله سبحانه وتعالى ثم الأمن الصحي، لأصبح صرعى الأمراض الفتاكة أضعاف صرعى الحروب الدامية. إن الفايروس قد يفتك بمئات بل بآلاف البشر، وقد يبيد أمة، في حال وجد الميدان خاليًّا من الأمن الصحي، الذي يفج صفوفه ويطارد فلوله ويقضي على آماله وطموحاته في النيل من حياة وصحة البشر.
فليس أقل من أن نقول لجنود الأمن الصحي البواسل أبناء وزارة الصحة بدءًا من قائد جيوش الأمن الصحي معالي الوزير الدكتور توفيق الربيعة، وانتهاءً بأقل جندي صحي كرّس جهدة في مواجهة أعداء الصحة، أن نقول لهم شكرًا عن كل قطرة عرق تصببت من جباهكم في سبيل خدمة ضيوف الرحمن، شكرًا لكم عن كل ثانية أمضيتموها وأنتم ترابطون في ثغور الأمن الصحي دفاعًا عن صحة وطن، شكرًا لكم عن كل ألم أصابكم ولم تأنوا منه أو تأبهوا له في سبيل القيام بواجبكم المُشرف تجاه خدمة ضيوف الرحمن. عندما نذكر الأمن الذي يظلل وطننا الغالي لا يجب أن ننسى أن الأمن الصحي هو أهم روافده وأقوى أركانه، ألم يقل المصطفى صلى الله عليه وسلم: ” من أصبح منكم آمنًا في سربه معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا”، كما ورد في الأثر أيضًا : ” نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الأمن في الأوطان والصحة في الأبدان”. أسأل الله العلي القدير أن يُديم الأمن والأمان على وطننا الغالي، وأن يحفظ لنا قائد مسيرتنا ملك الحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله ورعاه. كل عامٍ وأنتم بخير، حجًا مبرور وسعيًّا مشكور وذنبًا مغفور بإذن الله تعالى.
أ . حميد بن أحمد المالكي
مدير العلاقات العامة بصحة منطقة مكة
عضو لجنة أصدقاء المرضى