عندما انهار بيت الملك الساساني تحت معاول المسلمين، كان على الفرس أن يصطنعوا بيتًا شريفًا لإسلامهم يُدينون له بالولاء ويلتمسون إمامًا يحقق لهم أحلامهم. فجدوا ضالتهم، فاختاروا علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- ابن عّم الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوج ابنته فاطمة وأبو سبطية الحسن والحسين، وكان على الفرس أن يصطنعوا لأنفسهم نسبًا إلى هذا النسب الشريف؛ ليكون لهم عن طريق هذا النسب حق إحياء العرش الفارسي الذي يجمع بين شرف الدين وعراقة الأصل، فوجدوا ضالتهم في علي زين العابدين بن الحسين من أمه الفارسية شهربانة ابنة يزدجرد آخر ملوك الفرس، التي سُبيت مع أساري فارس في عهد الفاروق عمر بن الخطاب وأعطاها الحسين بن علي -رضي الله عنه- وهي التي ولدت علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم.
ورغم أن محبة عمر لآل البيت جعلته يقدم الحسين على نفسه وابنه، ويخصه في زواجه من ابنة ملك الفرس، لم يشفع ذلك لعمر من التهم الكاذبة التي يطلقها الشيعة الفرس على عمر بأنه اغتصب الخلافة وسلب حق علي وأبناؤه، والسبب الحقيقي لكراهية عمر هو أن عمر هو الذي غزا بلادهم وحطم حلم التمدد الفارسي الزرادشتي.ومازالوا يجترون أحداثاً وقعت منذ أربعة عشر قرنًا، ويبكون ويلطمون حزنًا على سقوط العرش الفارسي القديم.
سعود الدبيسي