ومضى عامٌ بلمح البصر…
هناك من غاب عن دنيانا وهناك من حضر….
وجاء عام جديد؛ ليشرق لنا نورًا…
ونبحث فيه عن فرح وسرور وانتصار بعد انكسار، وفوز بعد خسارة أو استمرار في النجاح الذي تحقق وزيادة في الارتقاء والعلو بالدرجات والمعالي…
لكن!
هل فكّرنا في محاسبة النفس عن أعمالنا بالعام الفائت؟!
هل وضعنا خططنا، ونحن نستقبل هذا العام الجديد نحوَ بناء غدٍ مشرق؟!
لكل فرد منا له أهداف قصيرة المدى ومتوسطة وأخرى بعيدة المدى، ومن الأولويات أن نضع لها خطط تحقيق وخطط قياس.
مثلًا الطالب بالمراحل الابتدائية يجب أن يجلس معه ولي أمره ويرسمان الخطة سويًّا، يُبين له ما أهمية وجود هدف بالحياة وأن هدفه الحالي هو التعلم والقراءة، وإدراك ما حوله من خلال الدراسة والمدرسة فالدراسة يعني الجد والاجتهاد نحو تطوير الذات؛ مما ينعكس إيجابيًّا على المجتمع ويرتقي به.
قد يظن البعض بأن الطفل في سنته الدراسية الأولى لا يحتاج إلى وضع هدف وخطة تحقيق وخطة قياس وهذا خطأ.
يقول المثل القديم:” العلم في الصغر كالنقش على الحجر والعلم بالكبرِ كالنقش على البحر”.
ضع لابنك أو ابنتك بالصف الأول هدف وخطة ومؤشر قياس .
الهدف هو التعلم وليس الشهادة.
الخطة هي المثابرة على تعلم أبجديات القراءة، وتطوير الفكر والذكاء الدراسي والاجتماعي وفق مبادئ الدين الحنيف.
القياس عبارة عن مؤشرات تحتوي على أسئلة يومية يجيب عليها الطفل إما لغويًّا أو عمليًّا.
قف مع نفسك أيها الوالد، واصنع ثروتك الحقيقية من خلال تطوير فلذة كبدك وتعريفه بكيفية التفكير والاستنباط والتعلم من خلالهما، ولا تغصب عليه بالحفظ والتكرار.
خاطب عقله أولًا، ثم خاطب ذاكرته، واغرس بداخله حب التأمل والتفكير، ودعه يستمتع بعقله وينميه من خلالهما.
وختامًا: نسأل الله العلي القدير أن يعيننا على إنشاء جيل واعٍ؛ لنرتقي به ونفاخر الأمم.
0