المقالات

انجازات الوطن و ابجديات المواطنة

يتزامن الاحتفاء بيوم الوطن مع الفرحة بنجاح موسم حج 1437هـ الذي شهد ابداعا منقطع النظير كان نتاج توجيهات خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم و العزم الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله تلك التوجيهات التي كانت الشعلة التي قادت مسيرة العمل و الابداع ،كما كان لتلك الجهود الكبيرة التي قام بها صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف ولي العهد وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا اكبر الاثر في تحويل رؤية خادم الحرمين الشريفين الي عمل يشهده الجميع على ارض الواقع ،كما كان لتطبيق حملة لا حج بلا تصريح و الحج عبادة و سلوك حضاري التي قادها صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية أكبر الأثر في القضاء الجذري على ظاهرة الافتراش في المشاعر المقدسة ،و قد تكثفت الجهود و تتالت الاجتماعات التي شملت جميع الجهات المشاركة في الحج لشرح و توضيح الخطط الموضوعة للجهات المعنية تلك الخطط الرائدة التي اعدتها وزارة الداخلية بالتعاون مع جميع الجهات المعنية بأعمال الحج التي كانت بعد توفيق الله احد اهم اسباب هذا النجاح ، و ليس ادل على هذه الانجازات من تلك الانسيابية الراقية في حركة السير التي شملت جميع تحركات الحجيج ،و تلك الدقة في التنظيم الفائق لرمي الجمرات ، و تبقى منشئة جسر الجمرات مفخرة تشير الى مستوى انجازات الوطن في خدمة ضيوف الرحمن ،كما كان لوزارة الحج بقيادة معالي د. محمد صالح بنتن و مؤسسات الطوافة ابرز الاثر في انجاح خطة التفويج الى المشاعر المقدسة بدقة و انسيابية كانت نتاج التوعية المباشرة و التدريب المكثف لجميع الكوادر العاملة في الميدان ،كما كان لجميع الخدمات التي قدموها لضيوف الرحمن بالغ الاثر في نجاح موسم الحج ، و قد برزت جهود امانة العاصمة المقدسة جلية في الاعداد المميز للمرافق و مستوى النظافة العالي و الكوادر البشرية المدربة ،كما اعطت وزارة الصحة النموذج الارقى للخدمات الصحية و الانسانية ، فشكرا لجنود الوطن على حدوده الغالية ،شكرا لجنود الوطن في كل شبر على ارضه و سمائه ، شكرا للمتطوعين شكرا للمحسنين شكرا لمن فكر و ابتكر شكرا لمن عمل بجهد و حب و عطاء شكرا لمن دعى دعوة خير بظهر الغيب يسال الله نجاح الحج و سلامة الحجيج، شكرا وطننا الحبيب عطائك و سماحتك و هنيئا لك بهذه الانجازات و هنيئا لك بهذا الشرف .

و هنا في يوم الوطن وطننا الذي يحمل اشرف رسالة و اقدس مسؤولية، يتجلى دور المواطن الذي هو مرآة هذا الوطن في رد الجميل بالجميل و العطاء بالحب ،فأمن الوطن مسؤولية الجميع و حمايته ضد الاعداء امانة في اعناق ابنائه على الثغور و في ساحات الجهاد و في كافة الميادين الداخلية و الخارجية كلا من موقعه و مسؤوليته، فالطالب و الموظف و الاستاذ و الطبيب و العمال في مواقعهم و الامهات في منازلهن كلنا مسؤولون فالوطن امانة . ان اليوم الوطني ليس مجرد يوم للاحتفال بل هو انطلاقة لتجديد رؤية و مراجعة حلم و رسم مستقبل .

و ان من ابجديات المواطنة :المحافظة على مقدرات الوطن و ممتلكاته العامة فكل شبر من ارضه مسؤولية الجميع يعنى به و يحافظ عليه و يسعى لحمايته و رقيه و رفاهيته . كما ان من ابجديات المواطنة : ان يكون كل مواطن انموذجا في الاخلاص للوطن و المساهمة في تقدمه و ازدهاره و العمل على محاربة كل اشكال الفساد و التعاون للرقي بالوطن علميا و اقتصاديا و سياسيا و صحيا و اجتماعيا . كما و ان من اهم ابجديات المواطنة الحقة: تجنب اثارة الجدال بين المختلفين في الفكر او العرف او المذهب لان هذا من شانه زعزعة الوحدة بين ابناء الوطن الواحد ، فوحدتنا تحت راية ” لا اله الا الله محمد رسول الله “هي الدرع الواقي في وجه كل عدو مغرض او حاقدا متربص ، كما و ان هذا التنوع المتناغم بين ابناء هذا الشعب الكريم و قدرته على التفاعل بإيجابية معه بعيدا عن أي شكل من اشكال العنصرية المقيتة ،هو اكبر دليل على ان ما نعيه من مبادئ الدين الاسلامي الحنيف يتمثل في سلوك ابناء هذا الوطن و تعاملاته .

كما و ان من ابجديات المواطنة الحقة: الغيرة على موروث الوطن الثقافي فالاعتزاز بلغتنا و تراثنا و اثارنا و قيمنا و عاداتنا و تقاليدنا هي ثروتنا التي لا تنضب و هويتنا التي تميزنا . دعونا نتفرد بتراثنا و ثقافتنا و قيمنا و نتغنى بلغتنا و نقدر عمقها و ثرائها و عالميتها ، لنجعل ذلك نبراس يقود العالم الى الرقي و الحضارة و الاصالة و التسامح و الانسانية و الاخلاق السامية .

دعونا نعطي انموذجا مثاليا مشرفا للمواطن السعودي بقيمه التي تتجلى في السلوك الحضاري الملتزم ،الذي يتمثل في ممارساتنا الحياتية، و حديثنا ، و اساليب تفكيرنا ، و هذا هو اكبر دليل على المواطنة الرصينة الحقة. دعونا نرفع العلم في يوم الوطن ، وطننا الذي يملك حنيننا الفطري اليه كلما غبنا و لو لبرهة عن ارضه و سمائه و مائه ، فمنه نستمد العزة و الفخر، و اليه ترجع الهوية و الانتماء ، يعيش فينا كما نعيش فيه ، و يبقى حبه يسري في عروقنا و يسكن شغاف قلوبنا، فلنترجم هذا الحب الى سلوك يرى ، و ليشهد العالم الوطن في نبض قلوبنا و بريق اعيننا . دمت يا وطني شامخا بشموخ الكعبة المشرفة قبلة المسلمين و مهوى الافئدة .

د. وفاء عبدالعزيز محضر

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بوركتِ وسلِمت أناملك أيتها الرآئعة ..فعلا لنترجم هذا الحب إلى سلوكا يُرى ، وليشهد العالم الوطن في نبض قلوبنا وبريق أعيننا..عبارات تلامس الروح وتغذي الفؤاد بحب لاحدود له لوطننا المعطاء ولولاة أمرنا بارك الله فيهم وحفظهم ذخرا للإسلام والمسلمين ، وتحثنا على تجسيد ذلك الحب بواقع جميل في كل مافيه خير لوطننا الغالي.
    بارك الله فيك ونفع بك ..لك كل الحب والتقدير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى