الثقافية

الحضارة الإسلامية مدرسة لأثرياء الغرب

(مكة) – هيثم محمد

لم يتعرض تاريخ للتشويه الممنهج والمتعمد مثلما تعرضت الحضارة الإسلامية التي قادت العام لعشرة قرون وحتى لا ننسى تاريخنا نذكر بهذه القصة : دخل الإسلام الأندلس وانتشر فيها بعد فتحها سنة 92 هـ واقام المسلمون هناك دولة استمرت أكثر من ثمانية قرون وكان أبناء الأثرياء في أوروبا يتوجهون للدراسة في مدارسها وجامعاتها وعندما يعودون إلى بلدانهم يفخرون بأنهم تتلمذوا على أيدي علمائها العرب المسلمين ؟! ويتعمدون إستعمال كلمات عربية حتى يقال : أنهم متعلمون مثقفون .

رسالة ملك انجلترا جورج الثاني لملك الأندلس هشام الثالث أرسل الملك جورج الرسالة التالية إلى الخليفة هشام الثالث (حاكم مسلم) سنة 1028 يطلب الإذن للقيام بمهمة أميرات للدراسة في جامعة قرطبة التي اسسها المسلمون في اسبانيا وقد جاء نص الرسالة كالتالي: “من جورج الثاني ملك إنجلترا والغال والسويد والنرويج، إلى الخليفة ملك االمسلمين في مملكة الأندلس صاحب العظمة (هشام الثالث) الجليل المقام، بعد التعظيم والتوقير.. فقد سمعنا عن الرُّقيِّ العظيم الذي تتمتَّع بفيضه الصافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة؛ فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل؛ لتكون بدايةً حسنةً في اقتفاء أثركم، لنشر أنوار العلم في بلادنا التي يسودها الجهل من أربعة أركانٍ، ولقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة “دوبانت” على رأس بعثةٍ من بنات أشراف الإنجليز، تتشرَّف بلثم أهداب العرش، والتماس العطف؛ لتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم، وحماية الحاشية الكريمة، وحدب من لدن اللواتي سيتوفرن على تعليمهن، ولقد أرفقت مع الأميرة الصغيرة هديةً متواضعةً لمقامكم الجليل، أرجو التكرُّم بقبولها مع التعظيم والحبِّ الخالص. من خادمكم المطيع جورج الثاني ملك إنجلترا”. سنة 1028 من ميلاد المسيح وكان رد هشان الثالث : “الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه سيد المرسلين وبعد: إلى ملك إنجلترا وايكوسيا واسكندنافيا الأجل… أطلعت على التماسكم فوافقت على طلبكم بعد استشارة من يعنيهم الأمر من أرباب الشأن، وعليه نعلمكم أنه سوف ينفق على هذه البعثة من بيت مال المسلمين دلالة على مودتنا، لشخصكم الملكي. أما هديتكم فقد تلقيتها بسرور زائد، وبالمقابل أبعث إليكم بغالي الطنافس الأندلسية وهي من صنع أبنائنا هدية لحضرتكم وفيها المغزى الكافي للتدليل على التفاتتنا ومحبتنا والسلام. خليفة رسول الله في ديار الأندلس هشام الثالث”.

سنة 419 من هرة أشرف المرسلين الغال : تطلق على أجزاء من بلاد فرنسا الحالية المصدر: كتاب الاستذكار لابن عبد البر- المجلد الأول. كتاب “العرب عنصر السيادة في القرون الوسطى” للمؤرخ الإنجليزي السير جون دوانبورت. وقد وردت في العديد من المراجع التاريخية والعربية والإنجليزية والألمانية والفرنسية ومنها : كتاب ” العرب عنصر السيادة في القرون الوسطى لمؤلفه المؤرخ الإنجليزي السير جون دوانبورت كما أوردها كل من المؤرخين ( Sprengastinn ) و ( Christer Samuelsson ) في عام 710م وفي عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك جهز والي شمال إفريقيا موسى بن نصير جيشًا بقيادة طارق بن زياد لفتح الأندلس. عبر طارق المضيق -الذي سمي باسمه لاحقًا- على رأس سبعة آلاف رجل استمر طارق بن زياد في التوغل إلى عمق الأندلس حتى فتح إشبيلية وطليطلة، وانضم له بعد ذلك موسى بن نصير على رأس جيش آخر حتى فتحوا معًا كل ما يُعرف الآن بإسبانيا والبرتغال في عام 713م ثم ضعفت دولة المسلمين ولم يبق لهم في الأندلس غير مملكة غرناطة التي سقطت عام 1492م بتوقيع آخر ملوكها أبي عبد الله الصغير معاهدة استسلام مهينة مع الملكين الكاثوليكيين فرديناند وإيزابيلا ثم قضي على الوجود الإسلامي في الأندلس نهائيا بفعل محاكم التفتيش التي كانت تحرق كل من يثبت أنه لا يزال مسلماً .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى