أن المُتسلًقين ، والمُتنطنطين ،والمُتشعبطين، والوصوليين ، والانتهازيين ، لا مبادي ولا أخلاق ابداً تحكمهم ، ولا قِيم دائماً تمنعهم للوصول الى غاياتهم وأهدافهم ، ولهم غالباً مفاتيح متنوعة ومتعددة يستخدمونها بدهاء متى شاءوا وأنّى ارادوا ، لكي تفتح لهم جميع الأبواب المغلقة وتمّهد لهم أصعب الطرق الوعرة وتزال عن طريقهم كل الأسوار والحواجز والاسلاك الشائكة.
ولديهم ذكاء فطري كبير متى يهجمون وكيف يصطادون فريستهم، ومتى ينّقضون على أهدافهم وغاياتهم الشيطانية.
للأسف انهم يتمكنون في الغالب من تحقيق اهدافهم بسبب طيبة وعفوية وثقة بعضنا فيهم ، فينجحون ويصعدون ويزفون الى أعلى المناصب والمواقع زفاً زفاً ، وهم في الحقيقة لا يستحقونها ، ولا تليق بهم ، لكنهم في الغالب محظوظين فبيئة الادارة العربية تعيش عادة على العواطف والأحاسيس والأمزجة الشخصية إلاّ من رحم ربي وهذه تربة خصبة تتغذى عليها هذه الفئة من البشر.
كما علمتني الحياة أنهم لا يتورعون ابداً في سبيل تحقيق مرادهم الى تغير جلودهم كل وقت وكل حين وسن سكاكينهم ، دون أن يمنعهم شكوى أو يحزنهم صوت يئن أنين ، ويغرسون اظافرهم في أجساد ضحاياهم حتى وهم نائمين .
لهم اجندتهم الخاصة ، ولا يشاركون أو يتفاعلون مع أي قضية خشية أن يكتشف ضعفهم
و فراغ عقولهم ، وضعف خبراتهم وضحالة تفكيرهم اما حصيلتهم العلمية والعملية فهي ضعيفة جوفاء وخواء يطير مع الهواء.
عدوهم اللدود الشفافية والوضوح والأنظمة والقوانين وأدلة العمل والاجراءات الادارية ، وخصمهم الذي حبل الود بينه وبينهم دائماً مقطوع ومسدود ، فهم الموظفين المخلصين والمتفاعلين والمجتهدين والمتألقين الذين لا يداهنون ولا يجاملون وفي عملهم مبدعون .
ومصدر خوفهم الرئيسي ، الضياء والنور فهم اساتذة العمل في سراديب الظلام وتحت الكراسي وفي الدهاليز والمخابئ السرية.
الشركات الناجحة هي من تنتبه لخطرهم، ومكرهم ، وخدعاهم فتزيحهم عن مواقعهم الى غير رجعة دون ان تذرف عليهم أي دمعة حزن فقد طغوا وتجبروا واستغلوا الشركات التي يعملون بها أسوء استغلال ويجب أن يرحلوا غير مأسوف عليهم .