همسات الخميس
حظيت جاستا باهتمام أصحاب الاهتمام وتجاوزت ذلك إلى أولئك الذين لا اهتمام لهم البتة، دار الحكي في مجالس العربان ومواقع التحليل السياسي والاقتصادي ومجموعات الثرثرة في الواتس أب، من عبد العاطي بروان رئيس التحرير السابق لصحيفة القدس إلى سكرتيرة اتحاد المطلقات العالمي في فنزويلا، وبينهما شريحة واسعة من الكتّاب والصحافيين والمعلقين والحنشل والفارغين والممتلئين والأذكياء والنوكى وكل من له قلم يكتب به، أو ابهام يدحس به مفاتيح الهاتف، أو لسان يحرك به الهواء السكن حول فمه.
هناك من عاتب السعودية على سبعين عاما مضت من علاقتها مع أمريكا واعتبر تلك العلاقة ورطة لأنها غير متكافئة، وهناك من وجد في جاستا نموذجا للابتزاز الأمريكي الذي أفنى من عمره دهرا وهو يبحث عن دليل قاطع يدلل به على ذلك الابتزاز، وهناك من خوّف السعوديين من المبالغ التي ستدفعها السعودية بموجب جاستا فذكر أرقاما خيالية تشيب لضخامتها الجيوب مما دفع بي لسحب الألف المتبقي في حساب معاشي التقاعدي قبل أن تبتلعه أمريكا.
كل الذين ثرثروا حول جاستا كانت ثرثرتهم ضمن حقهم المشروع في الكلام، وبعض إخوتنا العرب يقولون: الكلام ما عليه جمرك، أما نحن في الباحة فنقول: راس(ن) ما يتهرّج: دُبّاه، أما أنا فأعوذ بالله أن أصادر حق أحد من خلقه في الثرثرة، أو أفترض (مجرد افتراض) أن ذلك المدوّر المكوّر الذي يحمله بين كتفيه ما هو إلا دُبّاه، لكني أشفق كثيرا عليه من تبعات ذلك الكلام، تبعاته عليه هو قبل غيره، تبعات قد تصل إلى تعطيل بعض شرايينه لا سمح الله، أو قد تهز ثقة أبنائه وأحفاده في وعيه لأن الأجيال الجديدة أعمق منا بكثير.
أولئك الكتّاب حصروا جاستا في السعودية وهو شامل لكل دول العالم، وحصروا محاكماته المنتظرة في أحداث سبتمبر وهو يشمل سبتمبر وغيره، وتلطفوا بتحميل السعودية تبعات ذلك الحادث مع أن إيران وروسيا والشيشان أقرب، وأقسموا جهد أيمانهم أن السعودية ستدفع كذا وكذا مع أن القانون لا يلزم أحدا بالدفع، وتحدثوا عن ابتزاز وتناسوا الضاغطة الشعبية على الكونجرس وعلى الانتخابات هناك، وتباكوا على سبعين سنة مضت من العلاقات السعودية الأمريكية وعلى تحالف استراتيجي بين البلدين سيموت تحت سنابك جاستا.
الصداقة بين البلدين نشأت في عهد الملك عبد العزيز يوم كانت بلاده فقيرة في مواردها غنية بطموحاتها نحو مستقبل مشرق، لم تكن السعودية دولة نفطية، ولم تكن أمريكا دولة تبحث عن نفوذ خارج حدودها، ومضت العلاقة بينهما متينة حتى بعد أن أصبحت السعودية دولة نفطية وأصبحت أمريكا قطبا مستقطبا، مضت مع ما قد يعتريها من اختلاف مصالح وتباين رؤى وتلك حقوق متعارف عليها في عالم العلاقات الدولية لكنها لا تفسد للحلف قضية، ولقد كان البيان السعودي حول جاستا دقيقا في غير تشنج، نبه إلى أن ذلك القانون يربك العلاقات الدولية ويضر بمصالح أمريكا قبل غيرها فأين هذا التروّي من تلك الهروج؟.
محمد ربيع الغامدي
رأس مايتهرج دباه ، والا كما يقال هروج كهيل ، عموماً ، فول القصيدة وهم يهبون لها معنى ، دائماً من فئة ” إياك أعني فاسمعي ياجاره ، يقولون في الأمثال وهو مايتردد الآن ( الدورة على حوايج يوسف ) هناك حكماء حلماء يستطيعوف إدارة دفة السفينة بأناة ووقار ، لافض فوك يا أبا أحمد .