لازالت الأصوات بين الحين والآخر تردد سيمفونية ((نريد دورًا للسينما ))؛ وذلك عند التحدث عن الترفيه والثقافة في وطننا وكان ذلك المطلب يعد أمرًا أصيلاً وحيدًا في الترفيه ونشر العلم والمعرفة والأخلاق والقيم الإنسانية, وأداة ملهمة للفكر والابتكار, وللبلد التقدم والازدهار. فإني أشبه هذا المطلب بمن يُطالب بأن يسمح (بتفعيل خدمة البيجر) في زمن الأجهزة الذكية ! حيث إنه أحرم من هذه الخدمة الرائدة المصيرية !!, حيث إن كل دول العالم قد سبقته في الاستفادة من هذه الخدمة, فهو جزء من هذا العالم. ألا اتركوا عنكم هذا المطلب القديم الغابر الذي يعد طلبًا بأثر رجعي, والتقدم والازدهار لا يعرف الأثر الرجعي أبدًا. عليكم بالانخراط في مجالات العلم والتقدم اللحظي, وبنظرة عالية طموحة مشرقة لمستقبل العلم والمعرفة والإبداع ومتسمة بالبعد الإستراتيجي. إن التكنولوجيا في تطور مستمر وبشكل سريع ومثير وشيق, ولأنها كذلك فقد جعلت من مطلب (دور السينما) شيئًا من الماضي, كون منصات التواصل الاجتماعي تبث المحتوى ببرامج سلسة وسريعة من خلال الأجهزة الذكية, التي خلقت جمهور يعد بالملايين, في دور السينما التقليدية لا تتعدى آلاف.
وحيث إن مكاسب الأمم عبر العصور هو نضج شعوبها فكريًّا وعلميًّا وثقافيًّا، لذا فمكسب وطننا الغالي هو أنتم وقد أثبت التاريخ والتجارب والأحداث بأن نسبة كبيرة جدًا من الذكاء الإبداعي يكمن فيكم, فكم قد أبهرتم العالم بأسره في جميع المجالات.
ولكي تتعمق هذا الصفات أكثر لابد من وضع ورش عمل لخلق مناخ يغير الأنماط السلبية المحبطة إلى أنماط إيجابية ملهمة, عبر طرق علمية مدروسة تعزز وتحفز للعلم والابتكار والاختراع والبحث العلمي, كون الوطن الآن بأمس الحاجة للزيادة في إعداد الكوادر المدربة من أصحاب العقول العلمية الذكية المثقفة؛ وخاصة في مجال التكنولوجيا. لأننا في مرحلة تحول كبيرة نحو العالم الأول, والمرحلة طريقها كله تحديات وفي كل المجالات. وبهذا سوف تختفي تلك الأصوات التي أسميتها (أصوات الأثر الرجعي), وفي المقابل تظهر أصوات حماسية داعمة, لها قيمة علمية وثقافية وأدبية وأخلاقية, مبينة للعالم بأسره بأننا شعب نصنع للعالم سائدًا جديدًا بمخرجات قيمة ومبهرة وملهمة.
ولنا في برنامج (قمرة) للمبدع أحمد الشقيري نموذج يفتخر به, كونه منتج وطني من مواطن صالح, فقد أضاف للعالم سائدًا ملهمًا من ابتكاره, فقد فجر البرنامج المواهب بجميع أنواعها, فكان نصيب الأسد في نسبة المشاركات الإبداعية من أبناء وبنات هذا الوطن الغالي. فالكنز الثمين والنادر هو أن وطني له تاريخ عميق وأصيل وبالأخص في علم الأنثروبولوجيا الذي يبين تاريخ حضارة الأجداد, ذاك التاريخ الذي كله مجد وعزة وكرامة وتطور في جميع المجالات. وهاهو دوركم المهم والمؤثر قد حان, كونكم أنتم الأحفاد الوارثين لهذا الإرث العظيم في المضي قدمًا نحو الصدارة التي بدورها تذكر العالم بأسره بأنكم امتداد لحضارة لطالما استفاد منها ولازال.
سعيد علي موسى القحطاني
أفكار رائدة نّيرة قد تكون مصباح يهتدي به جيل قادم
ولكن نحتاج إلى توعية (نوعية ) تختص بمواهب الشباب لأنهم ثروتنا الحقيقية وعصى الدولة التى ستبني عليها حضارة قادمة
ولابد أن نخترع شيئاً لم يصل إليه الغرب
وسنجده في تأريخنا العربي ومورثاتنا العلمية فقد كنا في نهضة النور حين كان الغرب يسيطر عليه ظلام دامس
…