أرسله الله إلى 100 ألف أو يزيدون من أهل الموصل ونينوى، فعصوه فذهب مغضبًا إلى البحر وأمر الله الحوت ذو النون ليسجنه في بطنه، ولولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون .
ويقول رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم-: إن دعاء أخي يونس كان عجبًا أوله تهليل، وأوسطه تسبيح، وآخره إقرار بالذنب .
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
مادعى بها مكروب إلا استجاب الله له .
وكان مكوث يونس فوق كبد الحوت، وكان يسجد لله ويدعو فوق كبد الحوت، وقيل إنه مكث 3 ساعات وقيل 3 أيام، وأنا أرجح اﻷولى وعندما خرج من بطن الحوت عاد إلى قومه ودعاهم فأسلموا أجمعين .
“الموصل” مدينة حضارات وتاريخ؛ فهي جغرافيا في مثلث طرق القوافل للبخورو الحرير، واشتهرت هذه المدينة بصناعة النسيج ومنذ انقلاب عام 1959م لم تستقر هذه المدينة التي تنتمي ﻷكثر من سبع أوعشر قوميات، وكلهم متعايشون تحت سقف هذه المدينة .
وقد سلمت أمريكا العراق إلى إيران بعد الإطاحة بصدام حسين في 2003م، وقد كان الاتفاق بينهم تقسيم العراق وسوريا؛ لتنفيذ حلم إسرائيل، وطلبوا من إيران تنظيف العراق من السنة ويعطونها جنوب العراق وشرق الفرات؛ وحيث لم تستطع إيران ولن تستطيع ذلك فقد تم الاتفاق على زرع داعش من سجن العراق ومجرميه، والموضوع يطول في شرح حلم اليهود في تحقيق إسرائيل الكبرى .
والمالكي قبل سنتين ذهب بجيشه إلى الموصل، وهناك انسحب الجيش كأفراد وتركوا العتاد والعربات والدبابات واﻷسلحة لداعش تحت دواعي النجاة بالأرواح .
والحشد الذي جهزته إيران بأموال اليهود ممثلًا في SIA توجس خيفة بعد قدوم الملك سلمان إلى الحكم، وانطلاق عاصفة عزمه .
فتأكد لدى أمريكا أن الخطة الحلم لن تتم، وبدأت تحاول إقناع روسيا بالتخلي عن حلم إسرائيل إلا أن روسيا ترفض التراجع، وتود أن تحمي مصالح يهود الشرق الذي مونوا روسيا ﻹتمام المهمة في سوريا مماحدا بأمريكا الانسحاب من تنفيذ هذا الحلم بعد ظهور رعد الشمال الإسلامي، وهذا ماتخشاه أمريكا ولم تبالِ به روسيا .
وأنا أرى هزيمة كبرى سوف تنال روسيا من حلف رعد الشمال، والذي سوف تباركه أمريكا وتدعمه؛ ﻷن روسيا لم تسمع وتطيع ﻷمريكا بالانسحاب من سوريا، وهنا بدت أمريكا محاربة داعش قبل انتهاء عقدها المقرر20 عامًا ولم يمضِ منها سوى 5 سنوات .
السؤال هل أمريكا عاجزة عن إنهاء داعش ؟!
إنها اللعبة المكشوفة في قتل أهل السنة في العراق وسوريا بقدر اﻹمكان رغم علمهم أن الحلم الإسرائيلي قد تبخر .
بالنسبة للحشد الشعبي، فلن يفلح في أي حرب ﻷنه حشد مكبل بالجبن ولايوجد لديه عقيدة للحرب .
يعني كل الذي يحصل هيلامان لايخيف فصيل من فصايل رعد الشمال، فمابالك بالقوات الملكية السعودية الضخمة، والتي تتمتع بالشجاعة وعقيدة إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة .
إذا لم تتدخل أمريكا؛ لإنقاذ الحشد الشعبي فسوف يهزم هزيمة نكراء للأسباب التي ذكرناها أعلاه.
أخيرًا نذكر معلومة تاريخية أن الموصل في العهد العباسي انفصلت لصالح الدولة الحمدانية الشيعية عام 929 ميلادي تقريبًا، وقد امتدت هذه الدولة إلى حلب .
نسأل الله أن يحق الحق، ويدحر الباطل، وينجي عباد الله من هذه المؤامرة .
عبدالله التنومي
الباحث في أدب التاريخ الإسلامي والإنساني – جدة