(مكة) – مكة المكرمة
اقترح معالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للأوقاف الدكتور مفرج بن سعد الحقباني, على الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة, إنشاء مركز للتميز الوقفي، يهتم بتطوير رؤى العمل الوقفي والرؤى الاستشارية، وتدريب وتأهيل الكوادر في قطاع الأوقاف، مع الاستفادة من جامعة أم القرى والمعنيين، والتعاون مع الهيئة كشريك في تطوير الأوقاف والواقفين، وتحديد أعمال المركز وكيفية أداءه، والتفكير بعقلية مختلفة عما كان في السابق, حتى تصبح الأوقاف نماذج وأصول تنموية تستطيع منافسة ما تحقق للآخرين خارج المملكة .
جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح الذي عقده الدكتور الحقباني مع نظّار الأوقاف, ضمن فاتحة جلسات المؤتمر الإسلامي للأوقاف الذي انطلق أمس بغرفة مكة المكرمة, ويستمر لثلاثة أيام تحت عنوان “أوقف لأجر لا يتوقف”، بحضور عددٍ كبير من المعنيين والمهتمين بأمر الأوقاف في المملكة .
وأيّد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة ماهر بن صالح جمال, مقترح الوزير بتبنّي الغرفة إنشاء مركز التميز للأوقاف، بالتعاون الكامل مع الهيئة والجهات المعنية لتحقيق الهدف المنشود، ليكون أحد الأذرع الاستشارية للهيئة.
وبحث اللقاء جملةً من التحديات التي تواجه الأوقاف في مكة المكرمة وما مرت به خلال الفترة الماضية، فيما قدّم رئيس غرفة مكة المكرمة بعض الملاحظات التي جُمعت عن قضايا القطاع والتحديات ودار حولها نقاش من قبل الحضور .
وأوضح وزير العمل والتنمية الاجتماعية أن اللقاء يهدف إلى الإجابة عن سؤال : كيف نعيد للوقف دوره، ومنحها مصداقية أعلى في أوساط المجتمع، وتنمية هذا الاتجاه من الأعمال غير الربحية، ونحيلها إلى استثمار، وكيف نعيد تشكيل مفهوم الوقف، ونعمل جميعًا لنحقق أهداف رؤية المملكة التي أكدت على أن الأوقاف ستسهم بفعالية في نمو الناتج المحلي .
وشدد على ضرورة الانتقال بمفهوم الوقف ليحاكي الوقف العالمي الذي تقوده في مجال التعليم جامعة هارفارد، مبينًا أن سبعًا من أكبر الشركات الأمريكية ربحية على نطاق العالم هي شركات وقفية .
وقال معاليه : ” إن الهيئة العامة للأوقاف ستدير الأوقاف التي أسندت إليها إدارتها، وتقدم منتجًا مهنيًا ماليًا ضمن الإطار الشرعي المنظم للوقف، وستكون مساعدًا ومحفزًا للوقف، وستعمل على تسهيل كل ما يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الأوقاف التنموية وتيسير إدارتها من قبل واقفيها وناظريها ” .
وأكد الدكتور الحقباني أن الهيئة لا يمكن أن تعمل بمعزل عن شركائها وأصحاب الخبرة في هذا المجال، مشيرًا إلى أنه سيتم عرض استراتيجيتها على المعنيين للخروج بنظام ليس خدمي فقط بل معنوي، مشيرًا إلى أن هناك بعض الأوقاف ذات القيمة العالية, ومع ذلك تستثمر بأجور زهيدة، وهو لا يرضي الواقفين، فالهدف هو الاستفادة من تعظيم تجربة الواقف باعتبارنا نظّار على وقفه “. بدوره، تناول رئيس لجنة الأوقاف بغرفة مكة المكرمة المهندس علاء آل غالب, كيفية تفاعل الكثير من الجهات مع توصيات اللجان الوقفية على مستوى المملكة، مبينًا أن اللجنة وردتها العديد من المطالب واستطاعت تحقيق جزء كبير منها، من بينها تخصيص دوائر مخصصة للأوقاف في المحاكم، معربًا عن أمله في إيجاد حلول للمشاكل المتبقية، وإيجاد سبل لتطوير الأوقاف وتحويلها لعنصر فاعل.