تحرص المجتمعات على تهيئة الفرص المناسبة لإشاعة جو الألفة في المنازل ولمجتمع السعودي على وجه الخصوص حريص على هذه النقطة بالذات إذ تقوم تربية الأطفال على احترام الأبوين واحترام كبير الأخوة ذكرا كان أو أنثى وعطف الكبير على الصغير وتقدير كبير السن حتى من خارج العائلة وعدم مضايقة الجار والإحسان إلى الفقراء والمساكين وغير ذلك من الهدي التربوي امتدادا من تعاليم الإسلام التي يكرس منهجها في مواد الدراسة لتعليم أبنائنا وبناتنا . وقد تضعف رقابة الوالدين أو تسوء قدراتهما على الإخاطة بما يجب اتباعه لتربية الأطفال لأسباب عدة لعل أهمها العمل وما يستلزمه من ترك المنزل لمدة طويلة .
ويأتي .. الكذب .. في رأس قائمة الخلل الذي ربما يكون سببا في انتزاع الثقة من كل فرد من أفراد الأسرة .
والكذب صفة ممقوتة في الدين والعرف الاجتماعي . وقد حفظنا المقولة ( إن الرائد لا يكذب أهله ) ومن هنا يجب على المجتمع إدراك مغبة هذه الصفة وتأثيرها عليه ..فالكذب طريق يؤدي للإشاعة ويؤدي لقلب المفاهيم ويؤدي لتغيير الواقع . وتماسك المجتمع يبدأ من تماسك الأسرة ولا أجد خطرا يفكك عراها أكبر من صفة الكذب التي قد تحدث تغييرا كاملا في الواقع فتظهر السلبيات وتختفي الإيجابيات .
نحن بحاجة إلى التماسك العائلي ومن ثم التماسك المجتمعي ويلزمن لتحقيق ذلك بذل جهودنا لتنقية جو التعايش من الأمراض التي تفتك به ومن أهمها ( الكذب )
علي بن الحسن الحفظي