أن الأنوار حولك أنت فقط من يُشّعِلُها باجتهادك، وأنت الوحيد من يزيد بريقها بعملك وكفاحك وجهدك ومثابرتك وأنت ايضاً من يُخفِتُها، ويُطّفِئها، بإهمالك، وإحباطك، وتوترك، وضعف مهاراتك، فأحذر أن تعتمد على غيرك في إشعالها، أما إطفاءها فهناك الكثير الذي سيتبرع لك بتلك المهمة شئت أم أبيت.
كما علمتني الحياة، أن نار الشكوى للأسف ستحّرِقك وحدك، وأن ألم المعاناة من المؤكد لن تُتّعب سواك، وستُفّقدك تركيزك وتُرّبِكك ، فتعلّم أن لا تشتكي ولا تتذمر لأي مخلوق ابداً مهما اعتقدت أنه ممكن أن يساهم في حل مشكلتك، صدقني هذه أوهام وأحلام الشاطر حسن، وكُن ذكياً في الحصول على حقوقك ومطالبك بهدوء و روية، وذلك امراً يحتاج الى حكمة وبعد نظر وكثير من الدبلوماسية، و أن لا تتوهم وتعتقد أن هناك عدالة كاملة في الأرض وفي قضايا الإدارة بالذات، فما تراه عدلاً يراه غيرك غير ذلك، وماتراه ظلماً يراه سواك الحق والصواب بعينه ومن السهولة بمكان أن تجد نفسك في نفق مظلم لا يوصلك الى أي نتيجة.
واحرص ياصديقي أن لا تيأس ولا تبتئس ابداً مهما أظلمت الدنيا في عيونك، وتعاملت مع من لا يقدّرون جهودك، وصككت وعضضت من الغيظ سنونك، وثق أن الله مع الصابرين مهما طال ليلك وزاد غيظك وقيل لك يا ويل ويلك.