المقالات

وزير ممنوع الاقتراب ؟!

( إنه لقسم لو تعلمون عظيم )

عندما يتقدم الوزير لأداء القسم هنا قد أمن على الثقة التي كانت وراء اختياره، وعليه فإنه لا مناص من أن يكون قلبه قبل بابه مفتوحاً أمام المواطن الذي يرى فيه أنه الملجأ بعد الله في كل ما يعترضه من دواعي الشكوى كل وزير فيما يخصه ! مع التأكيد على أن المواطن عندما يتقدم إلى الوزير فإن مما لاشك فيه أنه قد استنفد كل محاولات الوصول إلى حل مما هم دون الوزير ! فما يكون منه إلا أن يتقدم يحدوه أمل في أن يجد من معاليه الأذن الصاغية له، وما يكون فيه تطبيق عملي لما أقسم عليه. إلا أنه عندما يُضرب بسياج من البيروقراطية حول الوزير، فإن الوصول إليه سيكون متعذراً، مع أنه لا يعفى من مسؤولية لماذا يسمح بأن يضرب حوله بذلك السياج ؟ فهو قد وضع في مكان هدفه خدمة الموطن، والعمل على تلمس احتياجاته، وتذليل ما يعترضه من صعوبات، دون أن أنسى أن هنالك من المدراء والمسؤولين من يتقمص دور ” الحاجب ” بين المواطن والوزير ! فالمواطن الذي أصبح اليوم يتحين الفرصة ليصل بصوته إلى مسمع الوزير، صدم حتى مع كونه يترقب مثل تلك الفرصة فإنه سيجد أمامه من يدفعه بعيداً، ولسان الحال يقول : ممنوع الاقتراب من معالي الوزير ! مع الإشارة إلى أنه عندما يجد ذلك الشخص الأكاديمي صعوبة في مخاطبة الوزير فيلجأ إلى التحايل على الأمر الواقع ليصل إليه، فمن باب أولى أن يردد المواطن البسيط : ياليل خبرني عن أمر المعاناة ! إن كل ما يحتاجه المواطن من الوزير أن يكون بقربه، وألا يكون الوصول إليه متعذراً بعلمه أو بدون فبقدر ما تمثل له الوزارة من تشريف، فإنها في ذات الوقت تكليف وياله من تكليف، و يا لها من مسؤولية، أثق أن معطيات اختياره وجدت فيه القدرة على القيام بها، فقط عليه أن يقيم من حوله، وكيف هو طريق وصول المواطن إليه ؟ مع أن قنوات التواصل اليوم قامت بإيضاح الصورة أمامه، ولكن تفاعل الوزراء مع المواطن من خلال حساباتهم في تويتر تحديداً يندرج تحت : لا يُذكر ؟! لنصل إلى أنه متى ما كان الوزير قريب من المواطن كان أقدر على أن يترك ” بصمة ” مع ما يعود به ذلك عليه من تقييم أداء وزارته بعيد عن تلك التقارير التي كثير ما تتحدث بلسان : كل شيء تمام ! مع أن الواقع لا تمام ولا يحزنون، وعند المواطن الخبر اليقين، وفال مكتب الوزير بدون باب ولا حُجاب !

خالد مساعد الزهراني

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button