أخبار العالم

تظاهرات ثقافية ومهرجانات في لبنان لنشر ثقافة السلام والعيش المشترك

(مكة) – بيروت

الثقافة والوطن وجهان لعملة واحدة فالثقافة هوية الوطن وهوية الوطن تكمن في ثقافة سكانه لا في أعدادهم قل لي ماذا تختزن من معلومات أقل لك من أي بلد أنت… هذه معادلة تميز بها الشعب اللبناني الذي صدر الثقافة إلى الخارج فرفع المغتربون اسم وطنهم عاليا متبوئين أعلى المراتب بفضل ذكائهم وطموحهم اللامحدود.

ناهيك عن أن اللبنانيين وعلى الرغم من الحروب المتتالية التي أنهكتهم وعلى الرغم من الارهاب الذي ضرب وطنهم وألحق به خسائر مادية وبشرية لا تعد ولا تحصى وعلى الرغم من الفراغ الذي يشل مؤسساته منذ عامين ونيف ما زالوا متمسكين بالحرف سلاحا يواجهون به الجهل ويتنقلون بين مختلف البلدان ناشرين ثقافة أجدادهم التي أورثوها لأولادهم والتي سيشهد لهم التاريخ عليها أنها ثقافة سلام وديموقراطية وعيش مشترك.

وأبرز ما شهده لبنان هذه السنة هو التظاهرة الثقافية التاريخية في المتحف الوطني مع اعادة الافتتاح الرسمي للطابق السفلي منه الذي أقفل مع بداية الحرب الاهلية بالاضافة إلى معارض الكتب العربية والأجنبية التي تنقلت بين أهم المدن ناهيك عن المهرجانات التي عمت البلدات والقرى والتي أعادت اللبنانيين والعالم بالذاكرة إلى قرون من الحضارات العريقة. وما ميز لبنان أيضا المهرجانات السينمائية وصدور أعداد لا بأس بها من الكتب واطلاق جوائز أدبية ما يبشر بمستقبل ثقافي واعد يملأ جزءا من فراغ يكبل عمل المؤسسات ويشل حركة الوطن.

المتحف الوطني: فقد أعيد افتتاح الطابق السفلي من المتحف الوطني الذي أقفل مع بداية الحرب عام 1975 حيث تروي 520 قطعة أثرية فصول حقبات متعاقبة على مر العصور والمتحف الذي يضم 3 طوابق افتتح للمرة الاولى عام 1942 وتعرض للتدمير خلال الحرب وأعيد افتتاح الطبقة الارضية والطبقة الثانية عام 1999 بعد ترميمهما وتأهيلهما أما الطبقة السفلية فقد افتتح رسميا بمساعدة سخية مادية وتقنية من الدولة الإيطالية والتي قدمت هبة بقيمة مليون و20 ألف يورو لاعادة تأهيله.

ويتميز الطابق السفلي بمعروضاته الذي كان عنوانه العريض “الفن الجنائزي” في لبنان عبر العصور حيث عرض 31 ناووسا من الرخام محفور فيها الوجه الذي يرمز الى الفينيقيين وتماثيل ونصبا مدفنية وكل ما يمكن ايجاده في المدافن من فخاريات وزجاجيات وحلى وهذه النواويس التي وجدت في منطقة صيدا جنوب لبنان تعد المجموعة الاكبر من هذا النوع في العالم وتعود الى الحقبة الممتدة بين القرن السادس والرابع قبل الميلاد.

ويعرض في الطابق السفلي وللمرة الاولى 3 مومياءات محنطة طبيعيا من الفترة المملوكية (القرن الثالث عشر) حيث اكتشف عدد من علماء المغاور الجثث في مغاور وادي قاديشا وساهمت العوامل الطبيعية في المحافظة على اجسادهم بالاضافة الى ثيابهم والقطع التي وجدت معهم ومنها المأكولات ومقومات الحياة اليومية من قمح وبصل وغيرها من المواد الغذائية. وتكمن أهمية المعروضات في الطابق السفلي التي تضم قطعا أثرية نادرة ومجموعة من النواويس الفريدة من نوعها في العالم انها قيمة مضافة على المتحف الذي هو معلم حضاري وثقافي.

المتحف الأكاديمي في متحف مجمع رفيق الحريري الجامعي الحدث افتتحه وزير الثقافة ريمون عريجي ورئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين في إطار مذكرة التعاون الموقعة بين الجامعة والوزارة – المديرية والعامة للآثار من أجل تطوير العمل التراثي الأثري في لبنان وتأمين التكامل بين العمل الميداني والعمل الأكاديمي.

اما مركز ومتحف زكي ناصيف الثقافي فقد افتتح بعد ترميم منزل الفنان الراحل في مشغرة.

العلاقات الثقافية: وفي اطار العلاقات الثقافية مع البلدان الاجنبية عقدت لقاءات ومهرجانات ومؤتمرات عدة فقد نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان وكلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية ومركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي لقاء حواريا بعنوان “الحوار الثقافي والحضاري العربي – الإيراني” الذي يندرج في إطار البحث الواعي عن استراتيجيات علمية ومشتركات تجمع بين مكونات الإقليم الواحد من جوار ثقافي إلى مشتركات دينية وثقافية”. كما نظمت المستشارية لقاء للنخب الفكرية دعا لإقامة مؤسسات تجمع بين الثقافتين العربية والايرانية.

بدوره نظم قطاع المرأة في “تيار العزم”، لقاء حواريا بعنوان “المذاهب وتأثيرها على القرارات السياسية” دعا الى ضرورة تعزيز الانتماء الوطني وأن تكون المذاهب مصدر نعمة لا نقمة وان تشكل نموذجا للغنى والعيش الواحد بما يجعل مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات الأخرى”.

يوم ياباني بامتياز نظمته جامعة بيروت العربية تعرف الطلاب في خلاله على التجربة اليابانية بكل ما تحمله من لمحات ثقافية وتاريخية بالإضافة الى أبرز التقاليد كما تخلله عروض موسيقية وراقصة من الحضارة اليابانية وأفلام قصيرة ومحاضرات أضاءت على العمق الحضاري والثقافي والتاريخي لليابان بالإضافة الى معرض بين جمالية الخط الياباني ورسومات ولوحات فنية.

“وحدة الوطن” لقاء ثقافي روحي نظمته الجامعة اللبنانية الدولية لتقوية الوحدة الوطنية والتخلي عن الصورة والاعتماد على الفكر.

“يوم الهند في زوق مكايل” لاول مرة في لبنان نظمه بيت الشباب والثقافة – زوق مكايل بالتعاون مع سفارة الهند في بيروت. تخلله نشاطات لجميع الأعمار وافتتح ب”يوغا” في نهار اليوغا العالمي تبعه “مهرجان الألوان” ورقصة البوليوود مع أكثر من 200 شخص.

كما اقيم مهرجان الثقافة الروسية في الجامعة الاسلامية ولقاء في المركز الثقافي الفرنسي في بعلبك مع الكاتب اللبناني الفرنكوفوني شريف مجدلاني.

ومؤتمر “الرؤية المستقبلية الناتجة عن تقييم نهج التواصل في تعليم اللغة الإنكليزية لغير الناطقين بها” نظم بالإشتراك مع المركز الثقافي البريطاني ومركز الدراسات اللغوية في الجامعة العربية المفتوحة في لبنان شاركت فيه الاختصاصية البريطانية نورين كابلان سبنسر ووفود من دول عربية ورؤساء كليات واختصاصيون من الجامعة اللبنانية – الجامعة اللبنانية الأمريكية – جامعة سيدة اللويزة – جامعة البلمند وغيرها.

وكانت الثقافة اللبنانية على موعد مع إصدارت جديدة من الكتب القيمة نذكر منها كتاب “أحفاد كولومبوس مبدعون عرب في أمريكا” للاديبة كوليت صليبا والذي يتضمن الكثير من المعاني الكبيرة في مجال البحث والاستقصاء العلمي والادبي والتاريخي لما أنتجته وتوصلت اليه مجموعة من 34 مبدعا من اصول عربية في أمريكا غالبيتهم من لبنان ومصر والعراق والاردن فأتى هذا الكتاب كمرجع وجسر ثقافي.

الكاتب رامز مصطفى وقع كتابه “الق الصمود وقلق المبادرات الحرب على غزة 2014”. وقدم المصور الصحافي الياس دياب كتابه “250 ما
وراء رحلاتي” – صور في عشرة بلدان وهو بثماني لغات: العربية والانكليزية و الفرنسية والاسبانية والصينية والهندية والتايلندية والتركية.

“نصائح إلى الشباب” كتاب أصدرته تعاونية النور الأرثوذكسية للنشر والتوزيع تجيب فيه عن أسئلة لا يزال يطرحها الشباب في مسيرة حياتهم في الكنيسة.

اما خليل جريج وجوانا حاجيتوما فأصدرا كتابا مشتركا هو “الشائعات في العالم: اعادة التفكير في مفهوم الثقة في عصر الانترنت” الذي يوثق محادثات ورسائل رقمية مضمونها احتيالي لجني الاموال.

مؤسس “جمعية التربية على السلام” نبيل حصني وقع كتابه القيادة والتعليم الشمولي ووقعت الاعلامية والكاتبة بارعة الأحمر روايتها الأولى “تانغو في بيروت…جرائم حب”.

صدور “انثى بلا جسد” للشاعر روجيه ضاهرية محمود عثمان وقع مجموعتيه “جناس عابر” و”تشرب النمور من عينيها” صدور الكتاب الاول للدكتورة نادين زلاقط “من أجل مراهقة سليمة”.اما الكاتب أديب صعب فوقع جديده “دراسات نقدية في فلسفة الدين” وهو الخامس ضمن خماسية متكاملة في فلسفة الدين.

الاميرة حياة ارسلان وقعت في أبو ظبي، كتابها “فيصل أرسلان اعتنق الوطن مذهبا”.

الكاتب وهيب زرقط اصدر “سفر الخطيب من شرح الوهيب”، والدكتور عبد الغني عماد اصدر كتاب “السلفية والسلفيون – الهوية والمغايرة – (قراءة في التجربة اللبنانية).

اما الدكتور انطوان متى فان كتابه يشرح واقع السينما بين الماضي والحاضر منذ نشأتها عام 1895 مع الاخوين لوميير في فرنسا الى اليوم عصر الشبكات الاجتماعية وعصر التكنولوجيا ويحتوي على تفاصيل دقيقة.

كما صدرت رواية “وأخون نفسي – صناعة اميركية” لوداد طه “لبنان الوطن المتلبس : العنف الهادىء في خطاب الاحزاب اللبنانية” للصحافية ريتا شراره.

حسن نعمة أطلق الموسوعة اللبنانية وتتألف من جزئين الاول بعنوان العائلات والاسر اللبنانية والثاني موسوعة المدن والبلدات والقرى والمزارع اللبنانية.

ووقع الشاعر إيلي الزير ديوانه “عرس الورق” وصدر كتاب للشاعر انطوان سعادة بعنوان “قطف من زهر”.

اما المحامي جهاد مطر فوقع كتابيه “هوس الجمهورية” و”اعيريني اصابعك” ووقع المدير العام السابق للشؤون الثقافية فيصل طالب جديده “بيت في القصيد”:الشأن الثقافي سلوك انساني.

كما صدرت كتب: “الأنثى نواة الفن الأولى” لعلي العلي “همسات صاخبة” جوزيف ابراهيم “ليس بالدواء وحده” لهدى شديد “أسرار القلوب” للكاتبة ضحى عبد الرؤوف المل “من ذاكرة الطبابة” لصفوح منجد ديوان شعري ليسرى البيطار كتابان للخوراسقف حليم عبدالله بعنوان “سطور من حياتي” و”رسالة في رسالة” “اي ديمقراطية يريدها العرب” لمدحت زعيتر “دق الخشب” للفنان المسرحي جان رطل.

و”أفكار للصفحة الأخيرة” لمحسن يمين “اسمع يا عثمان” لعبدالرحمن حجازي، مجموعتان شعريتان للدكتور طوني غوش الأولى للأطفال وعنوانها “ألحان على أوتار الفجر” والثانية للناشئة وعنوانها “أغاني البلابل السجينة” “أرجوحة الزمن سيرة وبعض مسيرة” لظافر الحسن المجموعة الشعرية الثالثة للشاعر علي محمد بكري “الساكنون خواطري” “من نسم الذاكرة” للدكتور أنيس مسلم.،
و”قلم احمر ناشف” لموسى مرعب “قطف من زهر” لانطوان سعادة “محطات واسرار” لوجدي العريضي.

منهج “مقام العود” وقعه الفنان شربل روحانا وهو من اعداده وتأليفه وكتابته وفي احتفال في “مركز الدراسات اللبنانية” (لندن وبيروت) احتفل بإصدار الطبعة الإنكليزية من كتاب “جبران خليل جبران “شواه الناس والأمكنة” للشاعر هنري زغيب. ووقع الاديب أكرم طليس كتابه “عصر الامام – الامام موسى الصدر والمسألة الشيعية في لبنان – اشكالية الظاهرة والدور”.

ورواية “مترو الحب في باريس” للكاتبة أميرة العسلي وأصدر السفير الدكتور علي عجمي ديوانه “حقول الجسد” كما صدرت الطبعة الثانية (عام 2016) من كتاب “محمد عابد الجابري ومشروع نقد العقل العربي” للباحث والكاتب المغربي الراحل حسين الإدريسي من “سلسلة أعلام الفكر والإصلاح في العالم الإسلامي”.

الديوان الشعري “ويبقى الحب هو العنوان” اصدرته رئيسة “ديوان أهل القلم” الشاعرة سلوى الخليل الامين. وعن مركز فينيكس للدراسات اللبنانية في جامعة الروح القدس – الكسليك صدر كتاب جديد بعنوان يوسف السودا: الجبل الملهم مهبط الوحي.

كما صدر عن مركز فينيكس للدراسات اللبنانية في جامعة الروح القدس – الكسليك كتاب جديد بعنوان حكايات جدتي – أدونيس نعمه.

مكتبة مهدي المتجولة استضافها كشاف الإمام المهدي في بلدة القصر في البقاع وتنقلت في ساحة البلدة واحيائها لاستفادة طلاب البلدة من كتب وموسوعات ومطبوعات وأفلام وثائقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى