يعتقد بعض أولياء الأمور والطلاب بأن قرار منع استخدام الجوال داخل المدرسة هو قرار فردي من المدرسة وإدارتها ولا ألومهم في ذلك فأكثر التربويين عندما يتحدث مع الطلاب يتحدث بلغة المنع، وهنا يجب أن يكون لنا وقفة.
حينما أحتاج كلمة ممنوع سوف أستخدمها، ولكن بصيغة وأسلوب تناسب الحدث والموقف؛
فإن فن استخدام العبارات له أثره القوي في نفس المتلقي فمثلًا كلمة ممنوع لم ولن نحققها بسبب الأنظمة فقط، بل بسبب أسلوب استخدامها تغير الأسلوب حسب الحالة أمر جيد؛ فهذه عبارة قديمة كانت تكتب على علب الدخان تحذير حكومي التدخين يضر بصحتك ….إلخ.
ولكن لم يلتفت إليها أحد أو يلقي لها الاهتمام فعدلت إلى التحذير الصحي….وكتبت أضرار الدخان على علب الدخان نفسها، وهذا نمط لجذب الانتباه حتى كلمة ممنوع نستطيع أن نطورها فمن ممنوع اصطحاب الأطفال إلى مناسبات الزواج، إلى “نتمنى نومًا هنيئًا لأطفالكم”، إنه فن استخدام الأسلوب رغم أن المنع موجود ولكن وظف بطريقة جميلة.
إلخبراء في التربية يتحدثون عن خطأ المنع المطلق وغير المبرر لكل شيء في عصر التكنولوجيات الحديثة، مشيرين إلى أن كل ممنوع مرغوب وما لم يكن هناك اقناع فلن ينضبط الحال .
وهم يشددون على ضرورة منح الأبناء الحرية المنضبطة التي لا إفراط فيها أو تفريط، منبهين إلى خطورة ترك حبال الحرية لهم على الغارب، ومن هنا يجب أن نغير من كلمة ممنوع إلى كلمة تربوية تحقق نفس المضمون، ولكنها تصل للمتلقي بشكل لطيف جذاب، ثم إننا نحتاج وقفه لمعرفة الدور التربوي للإعلام في تحقيق رسالته التربوية وكيف تواصله مع المجتمع، وقد نعترف بقصور الإعلام التربوي في نشر وتوضيح بعض اللوائح والأنظمة وعدم استغلاله للمناسبات للرقي بهذا المفهوم.
كمثال :
كم معرض ولقاء للكتاب مر عليكم ؟
الجواب: كثير.
كم معرض ولقاء للمخدرات مر عليكم؟
الجواب: كثير.
كم معرض فني ورسومات مر عليكم ؟
الجواب: كثير.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه:
كم معرض ولقاء عن لائحة السلوك والمواظبة مرت عليكم؟
كم معرض ولقاء عن مهارات التقويم المستمر ؟
دور المتحدث الإعلامي التربوي ليس الرد فحسب، بل يجب أن يكون دوره استباقي في التواصل مع أكبر شريحة بالمجتمع، بل وتوجيه الدعوات للمشرفين ولقادة المدارس وأولياء الأمور والطلاب والطالبات للفعاليات والمناسبات، والتواصل مع الجهات التنظيمية للاستفادة من خلق فرص لشريحة كبيرة من المجتمع في استغلال أي مناسبة بوجود ركن يوضح رسالة المدرسة، ونشر الأنظمة أمام المجتمع التي وبكل تأكيد سيصل أثرها لولي الأمر ويصل للطالب ويصل لكافة أطياف المجتمع.
ما الذي يمنع من استغلال المناسبات الرياضية في نشر ثقافة احترام المعلم والمدرسة ودورها في خدمة المجتمع؟!
الباحث الإعلامي (محمد عبد الحميد ) في كتابه نظريات الإعلام واتجاهات التأثير، والذي يؤكد فيه (أن الإعلام هو العملية التي بمقتضاها يتم تقديم المعلومات والآراء والأفكار لتحقيق أهداف معينة).
نجد أنه صار من اللازم السعي والاهتمام بالإعلام التربوي ووسائله المتعددة التي تسهم في تربية الجيل وتنشئته، وهذا ما يعطي لموضوع (الإعلام التربوي ودوره في تحقيق الأهداف العامة) أهمية كبيرة وخاصة بعد تعدد وسائل الإعلام وتنوعها وكثرة مصادرها وتشعب أهدافها، وتعدد أساليبها وطرائق تقديمها .
فنحن بحاجة اليوم إلى إعلام تربوي يسهم في التثقيف (الأخلاقي – الاجتماعي – الإنساني) إلى جانب التثقيف التربوي والتعليمي، وبحاجة إلى الاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة وتوظيفها في خدمة العملية التربوية؛ خاصة أن دور المؤسسة الإعلامية لا يقل أهمية عن دور المؤسسة التربوية في التنشئة الاجتماعية، وأن التعليم عبر وسائل الإعلام يعتمد في جوهره على ترابط عضوي بين التعلم والترويح عن النفس بما يخلق حالة من التكامل بين أهداف المؤسسة التربوية والمؤسسة الإعلامية .
فالتربية والإعلام يهدفان إلى تغيير سلوك الفرد والإعلام التربوي يعرف بأنه استثمار وسائل الإعلام من أجل تحقيق أهداف التربية في ضوء السياستين التعليمية والإعلامية وتوظيف وسائله في توثيق العلاقة بين مجالات العمل المدرسي من جهة والجهات التعليمية المعنية بها من جهة أخرى .
محفوظ الغامدي
طرح جدا رائع?
مع الأسف أصبح دور الإعلام التربوي التطبيل للمسؤول ، والرد المضاد والذي ينضح كذبا ، في أسلوب غريب ينم عن عدم المأم بأهمية الإعلام التربوي في أن يكون له دورا فعالا في الأوساط التربية بعيدا عن الكذب والتضليل المكشوف ؟؟؟