همسات الخميس
محمـد بن ربيـع
جاء في لسان العرب: والشَّبَثُ بالتحريك دُوَيْبَّة ذات قوائم سِتٍّ طوالٍ صَفْراءُ الظَّهْر وظُهورِ القوائم سَوْداءُ الرأْس زرقاءُ العين وقيل هو دويبة كثيرة الأَرجل عظيمة الرأْس من أَحْناش الأَرض وقيل الشَّبَثُ دويبة واسعة الفم مرتفعة المُؤَخَّرِ تُخَرِّبُ الأَرْضَ وتكون عند النُّدُوَّة وتأْكل العقارب وهي التي تسمى شَحْمَة الأَرض وقيل هي العنكبوتُ الكثيرةُ الأَرْجُل الكبيرةُ وعمَّ بعضُهم به العنكبوتَ كلَّها.
وهي في ديرتنا ليست عن ذلك ببعيد، فهي أصغر من عقرب وأكبر من عنكبوت، واحدتها شَبَثة وجمعها شَبثُ، لكن قومنا قد نسجوا حولها أسطورة جعلت منها آبدة من أوابد المفصليات، قالوا: إن مصالحها قد تقاطعت مع مصالح العقرب (كما يقول محللو السياسة اليوم) فقبلت الشبثة أن تحمل العقرب على ظهرها وتدور بها كما يفعل سائق تاكسي الأجرة فإذا رأت سمّارا في مكان ما ألقت بها بينهم وهم في لهوٍ غافلون، وفي مقابل ذلك تتزود الشبثة بجرعة من سمّ العقرب، جرعة سم تحت الجلد يعينها على مواجهة أعدائها ولا يقتلها.
قلت وقد أحاطت بي الانترنت من كل جانب: الذي يزيّف المقاطع والصور فيصممها لتخدم أفكارا كاذبة ينحتها كذبا وبهتانا هو مثل العقرب حاملة السمّ، أما ذلك الذي يروج تلك المقاطع فينقلها من مجموعة إلى مجموعة، ومن موقع إلى موقع فهو مثل الشبثة حاملة العقرب، هو شبثة الانترنت، يحمل على ظهره مقاطع الخسران المبين ثم يلقي بها بين أيدي السمّار فيكون شريكا للمصمم الأول ومطية له، علم بذلك أم لم يعلم، والله أعلى وأعلم.
جميل هذا المقال يا استاذمحمد ..
كثيرون في زمننا هذا العقارب.
وكثيرون الشبث ..
نسأل الله يكفينا شرهم .
شكرا مديدة أستاذي الفاضل علي .