علمتني الحياة أن هناك موظفون أذكياء جداً في كل شئ إلأّ في أداء واجب العمل، ويأتون دائماً ويطِلّون برؤسهم اذا الشئ قد شارف على الإنجاز و إكّتمل.
واذا سألتهم عن موضوع قالوا لك اخبرنا بالله عليك ما العمل، واذا طلبت مساعدتهم حاولوا أن يقنعونك أنه لا أمل.
يحبون التنظير في الكلام ويعشقون حشو الجُمل، ويميلون الى فلسفة الأمور ويدورون في حلقة لا تنتهي ولا تكّتمل.
تستعجب حين تراهم في أعلى المراتب ، يشملهم كل خير ولغيرهم لا يشّتمل.
و اذا حضروا يحضون بالترحاب و بالأحضان والقُبلّ ، وحقوقهم ومزاياهم تزيد كمطر مُنّهمل، ويلعقونها حلالاً زلالاً الذ من العسل.
وفي المقابل ، تجد هناك فئة الكادحين ، الطيبين ، المخلصين ، الصابرين ، العاملين ليلاً ونهاراً بلا كسل، لكنّهم لحقوقهم لا يعلقون سوى السراب والضباب وشيئاً من البصل.
تطفاء عنهم إشارات المرور ، وتقطع عنهم أنوار الكهرباء ويعيشون في ظلام وتهميش لا يُحّتمل.
اين القادة الذين لا يرون ولا يبصرون هذا الظلم الذي انتشر في واقعنا الاداري العربي بلا خوف أو وجل.
واين القادة الذين يرصدون معاناة قطاعاتهم ويقولون كفى كفى ، ويعتريهم شيئاً من الخجل.
اين القادة الذين لا يرضون ابداً أن تعيش اداراتهم في صراعات ، وحروب ودسائس وملل.
علمتني الحياة ، أن العمل وسط هؤلاء البشر ضرب من الجنون وجرح لا ينّدمل ، فأنفذ بجلدك اذا أتتك فرصة سانحة للخروج من هذه البيئة الادارية المريضة وقل وداعاً ياقوم لا أمل.
رائع أخي حسن،
سلمت يداك…