تتناقل الأسر في مجتمعنا الأخبار السارة والسيئة بمجرد حدوث فرح أو مأتم وما إلى ذلك من أخبار المواليد والوفيات والترقيات والتقاعد والتوظيف ولكل حالة من هذه الحالات طقس خاص يليق بالمناسبة فرحا أو ترحا وغالبا مايكون الخبر له اتصال مباشر بمؤسسة صناعية أو ثقافية أو مهنية وربما ارتبط بوزارة أو إدارة وتتشكل في هذا الأمر عدة ظروف تحيط بالحدث وقد يأتي بعض هذا التشكيل متأخرا فلا تكون له جدوى ولا يكون له صدى .
فُجع الوسط الأدبي اليوم بوفاة الشاعر الكبير الزميل ..أحمد بن عبد الله بن بيهان .. إثر مرض لازمه فترة طويلة ولست هنا مخولا بالحديث عن سيرته الذاتية ووضعه الوظيفي والاجتماعي ويكفيني في هذه اللحظة ما يتعلق بي من زمالته وصداقته وحضور مناسبات ثقافية بحكم الواقع الثقافي الذي كنا نسير في ركابه في نادي أبها الأدبي، وكل الأسر العسيرية وربما غيرها تناقلت هذا الخبر بشئ من الحزن ولواعج الفقد المباغت لهذه الشخصية الحبيبة القريبة لكل من عرف الشاعر ..بيهان ..
في الوقت نفسه قد تكون المؤسسة الثقافية التي ينتمي إليها أحمد بيهان علمت بوفاته وربما كان هناك سباق في فروع هذه المؤسسة بدءا من وزارة الإعلام والثقافة ومرورا بنادي أبها الأدبي ومجتمع المدينة المنورة حيث كان يقيم فيها منذ سنوات وأخيرا بالصحف والمجلات وهيئة الإذاعة والتليفزيون .
ربما تقفز فكرة التكريم والإشادة والتبجيل وهذا لعمري ألم شديد يتصل بألم الفقد . حبذا لو أن كل مبدع في أي مجال وظيفي أو مهني أو مجتمعي أو ثقافي يلحق وهج تكريمه وإشراقة نبوغه قبل مداهمة الأجل له .
الشاعر الأديب المثقف ..أحمد بيهان ..علامة بارزة من علامات وطننا الكبير ..المملكة العربية السعودية .. رحمه الله وغفر له .