بعد كل مصيبة بسبب مسؤول فاسد، يخرج مجموعة من الناس على نياتهم في مواقع التواصل الاجتماعي يقولون يجب إيصال أصواتنا للمسؤولين ليحاسب المسؤولون عن الفَسَاد والمصائب التي سببها فسادهم، وعلى سبيل المثال: حريق مستشفى جازان الذي راح ضحيته 25 شخصًا وقبل الحريق مصيبة نقل الدم الملوث بالإيدز لطفلة عمرها 12 عامًا، في ذاك الوقت والوقت الآخر قلنا يجب بأن يحاسب المسؤول، وبعد مرور الوقت هل تم محاسبة المسؤول؟!
اعترف وزير الصحة بعد حريق مستشفى جازان بأنه المُلام بالدرجة الأولى في هذه الحادثة، فماذا؟ فرح الجميع لأنه للمرة الأولى وزير يعترف بخطئه، ولماذا اعترف الوزير؟ ليخفف قليلًا باعترافه عن ذوي قتلى الحريق ومصابي الحريق؛ لأنه يعلم بأنه لن يحاسب على شيء، ونعم مازال وزير لوزارة أخرى ومازال موتى حادثة الحريق في خيالات ذويهم.
وبالأمس يحترق مستشفى العارضة في جازان أيضًا المستشفى الوحيد في المحافظة والذي سبق وكتبت عنه مقالين ذكرت فيها تعثر مشروع مستشفى العارضة الجديد لأكثر من عشر سنين وتهالك المستشفى، والذي كان سيكون بديلًا لأهالي المحافظة في ظل انتشار الفساد في صحة جازان الفساد الذي يصل لدرجة احتراق مستشفى بعد مستشفى دون حساب ودون عقاب لمسؤول فاسد، وهنا لوزير الصحة السابق هذا السؤال: هل كان اعترافك بالخطأ في حريق مستشفى جازان العام تغطية عن الفاسدين الحقيقيين الذين الآن يحترق مستشفى آخر وفي جازان بسببهم؟
ويُقال يجب إيصال الصوت للمسؤول ليحاسب المفسد، وهنا يجب التحدث عن منطق إيصال الصوت للمسؤول، لماذا نحن من نقوم بعمل المسؤول، لماذا لا يبحث المسؤول عن صوت المواطن بدلًا من بحث المواطن عن إذن المسؤول، لماذا المسؤول في السعودية كأنه في السماء بجوار الله بعد كل مصيبة يجب علينا الدعاء والنواح ليستجيب لنا؟ ثم ألا يعلم المسؤول بأن هناك فساد في المكان الذي يديره، إذا كان لا يعلم فهذه مصيبة وإن كان يعلم فالمصيبة أعظم.
في الختام: هل يجب أن يقذف المواطن السعودي المسؤول الفاسد بالحجار ليستمع له، بعد ما حاول بشتى الطرق إيصال صوته ولكن دون جدوى؟
وفي الختام أيضًا: إني لكم من الناصحين حاسبوا الفاسدين بالفعل لا بالقول، لأجل تجنب فعل المواطن بعد القول.
0