يقول زميل عملت في مدرسة أهلية كانت نموذجية منذ تأسيسها، قراراتها تتخذ بروية وحكمة كل مدير أفضل من سابقه، أسرة المدرسة من معلمين وإداريين وطلاب مطمئنين مرتاحين حتى حراس المدرسة مخلصين متفانين في عملهم من خلال حديثهم وتصرفاتهم؛ كأن المدرسة ملك لهم وليسوا موظفين فيها.
تعين مدير جديد رغم خبرته الطويلة وقدراته وشجاعته، إلا أنه عين ابن اخيه وكيلًا وولده مرشدًا طلابيًّا في المدرسة. وهنا نبعت المشكلة المدرسة تُدار من المرشد الطلابي الذي لازال صغيرًا في السن، ولا يملك الخبرة الكافية، يصدر القرارات بسرعة وعنجهية، وبلا دراسة كافية، مستشاريه من خارج المدرسة، كسب عداوة مدارس الحي وبدأت الهمهمات والتململ من أسرة المدرسة معلمين وطلاب.
ميزانية المدرسة تنثر في كل اتجاه بلا حكمة ولا حساب للمستقبل، المستوى التعليمي انخفض والطلاب في ذيل قائمة اهتمام مرشدنا الطلابي الجهبذ، لايستطيع أحد نصحه خوفًا منه، المدير سلّم كل سلطاته له؛ فهو ابنه المدلل. حتى في اجتماعات الهيئة التعليمية أصبح مدير المدرسة يردد أحاديث ابنه المرشد الطلابي.
نصحنا زميلنا بالنقل من المدرسة إلى مدرسة أخرى، لكنه يحب هذه المدرسة، ويخشى من عدم قبوله في مكان آخر، ويرفع يديه أن يهدي المدير والمرشد ويعطون الفرصة للوكيل كي يعمل فهو أكثر حكمة من المرشد الطلابي، وقد ينقذ المدرسة مماهي فيه، ونسلم من القرارات الارتجالية، ونصل بمدرستنا إلى بر الأمان قبل أن نبحث عن رواتبنا فلا نجدها، بعد أن تفلس مدرستنا الحبيبة العجيبة.
حمود الفقيه