علمتني الحياة أن الشجاعة الأدبية في العالم العربي تعني المعارضة والمناكفة وكشف المستور ، وأنك ستوصم وتوصف بالحاقد والمتلقف والمترصد الباحث عن الشرور.
وأعلم ياصديقي أن من ينتهجها يحتاج الى أن يكون لديه قدرة فائقة على توضيح ماخفي من الأمور ، بإسلوب فيه الكثير من الحكمة حتى لا يقع في المحظور، ولا يغتر ابداً بتصفيق الجمهور ، فيصاب فجاءة بفتك وكسور لايقوم منها الا وقد تركت في جسمه ونفسيته الكثير من الإصابات والآثار والبثور.
كما علمتني الحياة أن الشجاعة الأدبية لاتعني التعبير عن الآم المُتعب والمضطهد والمقهور ، ولا إلى تكبير وتضخيم الكلمات والسطور، والتهجم والتعدي والقذف والتصادم والنفور، ولكنها تعني ثقة وخبرة ورأي و رؤية و قناعة وجراءة لا تسبب أي نفور، وبُعد نظر وإلهام يتجلى فيه موهبة القلم واللسان والحجة والبيان الذي يشد ويقنع القاري والحضور.
كما علمتني الحياة أن الشجاعة الادبية ضحاياها لايسمح لهم بالتوقف في الساحات الشعبية أو حتى المرور، وتغلق امامهم كل الجسور، والقنوات حتى لو تطلب الأمر أن يطفئ في طريقهم النور ، وينعتون دائماً ويهددون بالويل والثبور.
لكنها في الحقيقة تظل ياصديقي دائماً هي سلوة المقهور ، وراحة القلب المفطور، وبوابة النجاح والعبور الى المكانة العالية التي يحسدك الناس على الوصول اليها راضياً مسرور.
فقط تذكّر ياصديقي أن ثمنها غالياً ومهرها متعباً وتحتاج الى صدق وعزيمة لا تتعب ولا تضعف أو تخور.
وأحرص أن تسبب في حرقها بمفردات عاطفية مثل مفردات غوار الطوشي في مسلسل حمام الهناء حينما كان يُمثل دور العاشق الذكي والمثالي الصبور ، لكنه في النهاية إنّكشف على حقيقته وعرف الناس لاحقاً انه كان مُصّطنِعاً ومخادعاً ويلف ويدور.
فأكتب بضمير حي وصدق وهدوء وأبتعد عن الإثارة في كل الأمور.
اتفق معك طرح موفق ??????بورك في قلمك