بدأ المجتمع السعودي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بناء منظومة للدفاع عن النفس أمام جشع التجار، وبدأ يُنادي بمقاطعة كل من تسول له نفسه استغلال هذا الشعب الطيب الكريم .
شركات ومؤسسات تجارية كبرى وصغرى تأثرت بتلك المقاطعة ولعل سوق العقار أكبر المتأثرين من المقاطعة، وهاهي مقاطعة المطاعم حديث الساعة لكي يتم تخفيض الأسعار بعد نزول أسعار المواشي والأغنام وأسعار الدجاج والأرز، وهي العناصر الرئيسة لتجهيز الوجبات للمستهلك ومع ذلك لازال أكثر ملّاك المطاعم يصر على بقاء الأسعار في قيمتها السابقة .
ثقافة جديدة يتبناها المواطن السعودي، ويقودها الشباب ويعجبنا في أغلبيتهم الالتزام بالمقاطعة وتكبيد المستهدف الخسائر؛ حتى يعود لجادة الصواب وينفض يده من استغلال المواطن، ويرضخ لما فرضه المواطن عليه من خلال المقاطعة لمنتجاته .
هنا من يدير توعية المواطنين اقتصاديًّا بكل جدية واحترافية، وقد أتت ثمارها سريعًا وتبناها المجتمع، ولعل الكاتب والاقتصادي عبدالحميد العمري نموذجًا مشرقًا في هذا الجانب فمن خلال أطروحاته حول سوق العقار أحجم كثيرًا من المواطنين عن الشراء وحدث شبه كساد في سوق العقار؛ حتى بدأ تجاره يتنازلون عن نسبة ليست بالقليلة من أرباحهم التي كانت تشكل نسب عالية تفوق الخيال .
إذًا هي توعية من بعض النابهين يستقبلها المواطنون ويتفاعلون معها بكل جدية، ومن خلالها يتشكل الوعي لدى المواطن، وعلينا جميعًا التفاعل مع الدراسات الجيدة وتبني الآراء الاقتصادية التي تحول دون وصول الجشعين إلى رواتبنا واستغلالنا، واعتبار تبني المقاطعة المبنية على رأي صحيح واجب اجتماعي يجب الالتزام به والمشاركة فيه، فلن تجدي مقاطعة مالم يتبناها أغلب المواطنين. والسوق والأسعار تخضعان للعرض والطلب .
حمود الفقيه