الليلة في الأصل كانت ليلة الشاعر الراحل سعد الثوعي رحمه الله، لكن العطاء الذي لازم الثوعي حيّا قد امتد حتى بعد مماته ليمنحنا دقائق من ذهب، ذهب قام على سكّه البروفيسور سعيد بن فالح الغامدي، الأستاذ الدكتور في جامعة الملك عبد العزيز المتخصص في الأنثروبولوجيا الثقافية، والذي كان في ليلة الثوعي صديقا للثوعي الذي مضى إلى رحاب ربه مثلما كان صديقا له وهو على قيد العطاء والابداع.
قال البروفيسور: “كان الثوعي عظيما وكنا نحسده وها قد مات الثوعي، أخلى لنا الطريق فلم نتحرك من مواقعنا” وحاشا لله أن يكون البروفيسور ممن يحسد أحدا وهو العصامي الذي دانت له الأمنيات حتى تساوت أكتافه وأكتاف المشاهير من مجايليه، علما وشهرة ومكانة اجتماعية، لكن البروفيسور أراد أن يقدم لنا درسا في احترام جهاد الآخرين، وفي تقدير نضالاتهم وفي تثمين حبّات العرق التي تساقطت من جباههم، أراد أن يقول لنا: بدلا من مراقبة غيرك دقق جيدا في مضمارك لتسبق.
وطوال تلك الليلة التي نظم لها نادي الباحة الأدبي ما غاب الثوعي رحمه الله عن ألسنة المتحدثين، وما غاب عن عيون المشاهدين، وما غاب عن أسماع المستمعين، ولم يستحضر الحاضرون في الصالتين ذكرا إلا لسعد الثوعي، ومع ذلك فقد كان البروفيسور مثل العبق الذي يحضر بقوة ومضاء دون أن يحجب غيره.
محمد ربيع الغامدي
الصحفي والكاتب والشاعر سعد الثوعي ، لم يغب عن الذاكرة ، وكان جده حسن الثوعي شاعراً فهو من بيت شعر ، وكان يميل عادة الى حرية الحرف ونبض الشارع وبما يخدم مجتمعه ، وقد صاحب قينان في بداياته الصحفية سعد الثوعي وأجزم أن قينان أستفاد من ملازمته له ، إبان كان الثوعي مديراً لمكتب عكاظ بالطايف ويبدو لي أنه لايقل صحبة ورفقه مع الثوعي. جميل أن يذكر نادي الباحة الأدبي الثوعي ويستدعي رفقاء الحرف البروفيسور سعيد فالح الذي كان قبل ذهابه للجامعة مراقباً بثانوية دار التوحيد ، لربما كانت تلك الفترة هي فترة الصحبة والمرافقة ، وكذلك احسن النادي بإستدعاء الأديب والقاص محمد ربيع الذي كان يرصد بوعيه الذي يسبق زمنه لما عرف عنه ثقافته والمعيته ، أذكر للثوعي بعد تركه عكاظ ورقات شعبية بصحيفة البلاد وكانت تصدر يوم الأحد ، لاتخلو كتابات الثوعي من السخرية وروح الطرافة اجاد المحاورون في ليلتهم تلك ،وأثني على جمال الحرف لدى محمد ربيع وسلاسة العبارة .
شكرا من الأعماق لمرورك يا سيدي فقد أضفت غصنا أخضر .
أتمنى منكم إرسال قصيدة الثوعي ( زمان أول )