لُجة الأيقونات
منطق الطير: “كلمة السياسة في الانجليزية تتكون من مقطعين: بولي= (العديد) و تيكس= (طفيليات تمتص الدم)” – لاري هارديمان
غطت أخبار المعلقات الغزلية بـ “ماري ايفانكا ترامب” الشقراء الجميلة ذات الخامسة والثلاثين ربيعًا في شبكات التواصل الاجتماعي والوسائط التفاعلية المتعددة على أخبار والدها “دونالد ترامب” الرئيس الخامس والأربعون المنتخب للولايات المتحدة الأمريكية، وبين الجد والهزل تغنى العشرات من الشباب و”الشيبان” بجمالها وقوامها ورشاقتها وأناقتها فصيحًا وعاميةً، حتى تراءى للسامع والمشاهد والقارئ أن “ماري” هذه تشبه في جمالها النبي يوسف!!، أو أن العرب يعيشون في عالم يفتقد الجمال والجميلات!!!.
الكثير ممن سلبت “ماري” لبه وعقله لم يولِ عناية في سيرتها الذاتية إلاَّ لكونها ابنة الرئيس وعارضة الأزياء السابقة! ذات الطول الممشوق واللباس القصير المكشوف!!، متجاهلاً منصبها الحساس في منظمة ترامب، الأخطبوط الاقتصادي والعقاري العالمي، حيث تشغل وظيفة نائب الرئيس التنفيذي للتطوير وعمليات الاستحواذ، وهو لا شك منصب استحوذت على الثقة لتبوئه لأنها جديرة بذلك لا لكونها ابنة المالك فقط!، وهو نموذج شخصي جدير بالتأمل واستخلاص الدروس، خصوصًا عند تأمل حال أولاد كثير من رجال أعمالنا!!!.
ثمة مسألة أخرى جديرة بالتأمل ذات بعد عام أكثر من كونها شخصية، حيث يُلاحظ عناية الساسة في الدول الغربية عامة والولايات المتحدة الأمريكية خاصة بصورة ((العائلة)) في جميع أنشطتهم الرسمية والحزبية، حيث لا يُكتفى بالأدوار الاجتماعية والمساندة التي تقوم بها زوجة الرئيس (السيدة الأولى) المؤَسسة قانونًا أو عرفًا، وإنما يُحرص على ظهور عائلة الرئيس بمظهر العائلة المتكاتفة والأنموذج في جميع المناسبات واللقاءات وحتى عند الأزمات، دون أن يكون لذلك أي تأثير في منظومة الحكم وشفافيتها، أو أي نوع من أنواع استغلال السلطة.
إن بعض التفاصيل الصغيرة والتي قد تعتبر في عُرف العرب تافهة!! ذات مدلولات عميقة في بنية المجتمع والسلطة، وتُعبر بلا شك عن ضمير الأمة واتجاه السياسة؛ فالناظر في كَمِ “الغزل العُروبي” في ابنة الرئيس ترامب لا شك سيلمح عُمق الأزمة التي نعيشها، وهي في أحد أوجهها “أزمة جمالية” تختصر كَمِ القبح الذي نحياه، وكَمِ العقد التي تَتَلبسنا وتحاصرنا!!، كما تفضح بنية التفكير لدينا!، فهي ذات التصاق واهتمام بالهوامش التافهة المهملة، وغير قادرة على التقاط واستثمار الهوامش المنتجة.
خبر الهدهد: الحريق!!
عبد الحق هقي