لا أحد يجرؤ بأي حال من الأحوال القفز على الحواجز، وينكر ما تشهده جدة المحافظة من نقلات نوعية في مشاريعها التنموية التي تعهد بها أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل مهندس الكلمة والمكان ومؤنس السكان بكلماته وتصريحاته ولقاءاته سواء في مجالسه المفتوحة أو استضافاته الإعلامية أو رعايته لمناسبات كثيرة تحفل بها العروس. وهذا بلا شك يعطي مؤشرًا حقيقيًّا للمسؤول الأول بمنطقة مكة أنها في يدٍ أمينة لا تبخل ولا تنفك من يد المواطن عهدًا قطعه على نفسه منذ تعيينه أميرًا لها لمرتين متتاليتين، كانت الثانية بلسم جروح نكأتها الأيدي الملوثة بغيابه عندما عين وزيرًا للتعليم عام 2013م، عاد بعدها بعامين لعرينه الحالي؛ فاستبشر به مواطنوها ليكمل ما بدأه من تخطيط وتتبع لبؤر الفساد الإداري والمالي، وعلى رأسه قضية سيول جدة قبل ست سنوات تقريبًا وما خلفته من دمار وهلاك لعشرات السكان الذين قضوا بسبب عدم تحمل بنيتها التحتية شرق جدة لكميات السيول؛ مما أحال شرق جدة لكارثة طبيعية استمرت شهورًا ولازالت بعض آثارها حتى تاريخه من بقاء بعض حصادها من السيارات التالفة حتى الآن .
وفي تصريح لسموه قبل أربع سنوات تقريبًا لإحدى الصحف المحلية أشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين أمر باعتماد 650 مليون ريال؛ لتنفيذ عدد من المشاريع التطويرية لشرق جدة ووضع الكرة في ملعب الأمانة وشركة جدة للتنمية والتطوير، وأشار إلى أن شرق جدة سيتحول إلى مناطق عمرانية تحتوي على كامل الخدمات والبنى التحتية، وهذا بالتأكيد ما يتطلع له سكان شرق جدة بدءًا من جوار طريق الحرمين وانتهاء بالأحياء البعيدة بنهاية الحرازات، وامتداد الأحياء بطول طريق الحرمين بإتجاه مطار الملك عبد العزيز، ومع هذا الحلم الذي أنجز بعض مدخلاته بالذات في درء أخطار السيول بإنشاء عدد من السدود الاحترازية التي لم تختبر بعد؛ لأن ذلك يعتمد على كميات الأمطار ولعل الشتاء القادم والتحذيرات الصادرة من جهة الاختصاص لا تجعل كشف حساب مشروعات هذه السدود كما في السابق؛ لأن بعض حجم سعة ما نشأ من مشروعات قد لا تفي بالغرض، وستبقى الأيام والمواسم هي التي تبين نجاحها تخطيطًا وتنفيذًا ونحن لذلك من المنتظرين .
بقي أن نرفع معاناة وصرخة سكان الأحياء الشرقية من جدة؛ وتحديدًا ما جاور أبرق الرغامة المحاذي لطريق الحرمين وأجزاء من قويزة بأن يوجه سموه بمن تثقون بهم، وتتتوسمون فيهم الصدق والصلاح لزيارة هذا الحي بموازاة شارع جاك الذي زاره سموه في حادثة السيول وتحديدًا أكثر الشارع المزدوج المجاور لصيدلية النهدي بإتجاه الشرق وبإتجاه الشمال، وداخل الأحياء هذه المسماة سابقًا بقويزة، إبرق الرغامة حاليًّا؛ فإن هذه الشوارع تحولت إلى حفر تصل بعضها لنصف متر تجري فيها المياه الملوثة الآسنة على مدار الساعة من مدة قاربت الشهرين ولا حياة لمن تنادي .
الموضوع حسب سكان الحي الذين تواصلوا مع الجهات لازال سجالًا بين الأمانة وبين المياه والسكان والمنازل تتأذى من الروائح المنبعثة ومرتادي هذه الشوارع بسياراتهم يتجرعون مرارة السقوط والصعود في هذه الحفر، والأخاديد التي سببت لهم المتاعب ماديًّا وصحيًّا رغم كثرة المدارس للبنات والبنين الذين يترجلونها بين هذه المياه العفنة والحفر الخادعة ناهيك عن سوء الإنارة التي تزيد المارة وحشة وخوفًا من أن يقعوا فريسة انطفائها أو عدم صيانتها؛ إذ أحد أعمدة هذا الشارع لم يعد منذ حادثة السيول لمدة ست سنوات بتر ولم يعد . وفي ظل هذه الظروف تشعر؛ وكأنك تسير في أحياء عشوائية في مناطق لا تمتد لها يد التنمية حتى إن هذه المياه ظهرت بجوار كوبري طريق الملك من جميع الجهات، مما جعل الشركة المنفذة للكوبري وطريق القطار القريب من المحطة يعيدون نبش وحفر ما انتهوا منه سابقًا ولازالت هذه المياه تسيل وتعطي منظرًا لا يليق بطريق الحرمين من جهة ولا يليق بأن يكون شرق جدة منارة لإهمال الجهات ذات العلاقة بالتطوير المنشود، والسكان يتساءلون ماذا لو هطلت الأمطار بغزارة خلال هذه الأيام وزادت السيول الطين بلة، هل ستتوقف الحركة في هذه الشوارع والأحياء أم ستبقى على ما هي عليه ولمن يلجأون وعلى من يشتكون بعد كل هذه المدة ؟؟
أملهم الوحيد في الله ثم في سمو الأمير بأن ينقذ شوارعهم وأحياءهم من هذه الحالة المتردية من خلال توجيه الجهات المختصة بتكثيف نشاطها في إعادة السفلتة، وكف أذى وضرر هذه المياه من منابعها وإلا سوف تشكل الأمطار القادمة في موسم الشتاء بدءًا من هذا الأسبوع التحذيري لكارثة جديدة لا سمح الله وعندها لا ينفع الندم !!!
نقطة نظام :
يقول جون ستيوارت ميل : “الخطر الرئيسي في العصر الحالي هو قلة من يجرؤون على أن يكونوا مختلفين” .
وأنا أقول من يترك حقوقه ولا يطالب بها؛ فهو الجاني الأول كما أنه المستفيد الأول .
د. عبدالله غريب