المقالات

الجمال بين المعقول والمبالغة

إنتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة التغيير فى الخلقة الى أن وصلت حد الهوس والإدمان ،

غير أن الساعيين إلى هذا التغيير أصبحوا يتنافسون على تلك العمليات الجراحية حتى وصلنا إلى أعداد مهولة 

وذلك حسب الإحصائيات التى بلغت وتعدت ٩مليون حالة حسب إحصائيات مستشفيات ومراكز التجميل 

جراحات التجميل بكل أنواعها سواء تكبيير أو تصغيير أو تكميم وربط أو  أو إلى آخره  ،

أتسائل هنا ماذا لو فقدنا هذه الخلقة الربانية إلى حال أسوأ منها بسبب فشل تلك الجراحة وفشل ما كنا نظن  أنه سيزيدنا جمالآ ،نعم والواقع يشهد بذلك ،وأبسط من تلك الجراحات التغيير الجمالي السريع مثل حقن التعبئة وشد الوجه والليزر 

تحدثني إحدى الصديقات عن تجربتها يوم قررت أن تغير شئ ما فى وجهها حتى تصبح مثل زميلاتها لكن للأسف 

ما أرادت تغييره هو بالأساس لا يحتاج لذلك ولكن من باب التغيير على قولها، لكن هذا التغيير لم يكن ليزيدها إلى بشاعة وإشمئزاز ، وأخرى تحدث عن تجربتها فتقول  دائما كنت أشعر بالخجل بسبب عيب خلقى فى وجهي وقررت أن اجرى جراحة وبالفعل ثم ذلك ، لكن وبعد أيام لم أرى نتيجة طيبة بل كان شكلى قبل أن أغير ما لم يكن يعجبنى أفضل من حالى الأن ،أصبت بحالة من الإكتئاب والعزلة ، وأخرى تحدثنا فتقول ، إزالة الشعر باليزر أصبحت حمى وهوس عند الكثيييرين 

وانا منهم قررت ذلك ولكن بعد يومين اصبت بحساسية فى جسمى وحرارة وطفح جلدى جعلنى بحالة عصبية ونفسية جدا سيئة ذهبت الى المستشفى ،مكث ساعات خاضعة لمحاليل فى الوريد لتهدئة الدم حيث أن الحساسية انتشرت فى كل جسمي إبر ومهدئات استمرت إسبوع  إلى أن من الله على بالشفاء والحمد لله ولكني خرجت من تجربتي هذه بكثير من العبر 

أيقنت أن الصحة تاج على رؤس الأصحاء وأنها أثمن ما فى الحياة علينا أن نحمد الله ما دمنا بصحة وعافية ،كيف لنا أن نبدل الصحة بالمرض ولماذا وصلنا إلى هذا الحد ،هل هو الفراغ أم الترف أم قلة الإيمان  بالله ،خلقنا الله فأحسن صورنا 

قال تعالى ((لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم ))التين ٤،

قد يقول البعض أن الفشل يأتى بسبب أن الطبيب غير معروف أو أن المكان الذى تتم فيه هذه العمليات الجراحية حديث وليس له شهرة ، وواقعنا يشهد وتلك الحالات تمت متابعتها بمراكز ومستشفيات معروفة ، ولكن للأسف أصبح من يقوم بتلك  الإجرائات فقط هم متدربين غير مؤهلين لذلك ،، ولكن جشع الأطباء وطمعهم،، جعلهم يستهترون بصحة البشر أمثالهم بعيدا عن أخلاقيات المهنة . 

ليتنا نعيد النظر فى تغيير خلقتنا للأجمل وما يتناسب مع طبيعتنا ،قد نهدر الكثيير من الوقت والمال والجهد ضنآ منا أن ذلك سيجعلنا مميزين ويجلب لنا السعادة ، دون أن نعلم أن مانفعله إعتراض على خلق الله ،

كلنا نبحث عن الجمال ونسعد لذلك ،لكن ما يحدث فى وقتنا هذا تخطى المعقول وبدل  الجمال بالقبح والإشمئزاز وحد المبالغة. 

قال تعالى فى سورة النساء (( ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليآ من دون الله فقد خسر خسرانآ مبينآ ))١١٩ 

ليتنا نرجع الى الجمال الحقيقى الذى غاب فى زمننا هذا ألا وهو جمال  الأخلاق  والتعامل  وخفة الروح والإبتسامة التى كانت تضفى على وجه صاحبها بريق خاص يشرح القلب ويسر الخاطر .

نسألك الله أن تحسن أخلاقنا كما حسنت خلقتنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى