دعت الشيخة الدكتورة هند بنت عبدالعزيز القاسمي، رئيس نادي الإمارات لسيدات ورجال الأعمال والمهن الحرة، لتأييد ودعم مبادرة الأمم المتحدة لمكافحة العنف ضد النساء والفتيات والتي تمتد طوال الفترة من 25 نوفمبر إلى 10 ديسمبر المقبل.
جاء ذلك خلال كلمتها في افتتاح “مؤتمر المرأة الدولي” الذي انطلقت أعماله السبت ويستمر لمدة يومين بفندق راديسون بلو، بإمارة الشارقة.
وقالت هند القاسمي في كلمتها التي دعت الإعلامية سالي الأسعد لإلقائها نيابة عنها: “يأتي تنظيم مؤتمرنا هذا في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بـ”اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة” والذي يمتد خلال الفترة من 25 نوفمبر الجاري وحتى العاشر من شهر ديسمبر، حيث دعت الأمم المتحدة لتسخير 16 يوما لرفع الوعي العام وحشد الناس في كل مكان لإحداث تغيير لصالح النساء والفتيات.
ودعت حملة الأمين العام للأمم المتحدة إلى استخدام اللون البرتقالي في أي شارة متاحة لجعل العالم برتقالياً: وهو اللون الذي يرمز إلى مستقبل أكثر إشراقا دون عنف موجه ضد النساء والفتيات.
وأضافت: نحمد الله أن هذه الظاهرة المشينة تتراجع إلى حد كبير في مجتمعاتنا العربية، حيث يعرف الرجل قدر المرأة، فضلاً عن منظومة القوانين التي تجرم كافة أشكال التمييز ضد المرأة، وقد أصدرت دولة الإمارات القانون بمرسوم اتحادي رقم (2) لسنة 2015 بشأن مكافحة التمييز والكراهية.
وأثنت على تكليف الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة الدولة للتسامح، بمتابعة الالتزام بتنفيذ هذا القانون في مختلف الإجراءات داخل الدولة، لتؤكد الإمارات ريادتها ليس فقط في مجال مكافحة التمييز ضد المرأة، وإنما في الابتكار بوضعها في المدار اللائق بها في إطار سعي الدولة الدائم نحو الارتقاء والتقدم.
وأكدت رئيس نادي الإمارات لسيدات الأعمال والمهن الحرة، أن عقد مثل هذا المؤتمر المهم في حضور المختصين والباحثين الجادين “ليجدد طموحاتنا ويزيد إصرارنا على أن تكون المرأة العربية حاضرة ومشاركة بالقوة والفعالية اللتان يليقان بها، وبمجتمعاتنا التي هي أحوج ما يكون لتضافر كل الجهود دون تمييز ودون إقصاء أو انتقاص بما يخدم أولويات التقدم والريادة في مجتمعنا العربي.”
الشيخة الدكتورة هند القاسمي إن عالمنا العربي اليوم يقف في مفترق طرق بالغ الحرج، ينبغي معه أن يحسم الكثير من الإشكاليات المجتمعية وأبرزها بضرورة تعبيد الطريق أمام المرأة وإطلاق قدراتها الخلاقة كشريك لا يمكن تجاهله أو الاكتفاء بدور ثانوي أو ديكوري في مشهد المجتمعات.
وهو ما يستلزم الإيمان الحقيقي (وليس الشكلي) بقدرة المرأة على الإسهام في صنع الحضارة، مثلما فعلت دائماً عبر العصور.
ودعت المشاركين لأن ينتج عن المؤتمر أفكار ودراسات ومشروعات قوانين ومبادرات توعوية وأوراق عمل حقيقية، يمكن أن تساعد أصحاب القرار في بلادنا في اتخاذ المزيد من الإجراءات الشجاعة التي تطلق المزيد من قدرات المرأة، وتسهم في أن تصبح المجتمعات أكثر توازناً وانسجاماً مع نفسها.
وشهد اليوم الأول من المؤتمر كلمات ومداخلات من ناديا هاشم العالول، وزير الدولة الأردنية السابقة لشؤون المرأة، و خولة عبد الرحمن الملا رئيس المجلس الاستشاري لامارة الشارقة، كما تحدث المستشار الاسري سعيد الطنيجي عن مركز الريادة والتدريب والاستشارات.
وقد تناوب على إدارة الجلسات الثلاث التي شهدها المؤتمر كل من خليفة المحرزي، مستشار العلاقات الأسرية بدائرة محاكم دبي والدكتور محمد أبو الفرج صادق الكاتب والباحث الأكاديمي.
وألقى خلالها الدكتور علي منصور الكيالي محاضرة حول “ناقصات عقل ودين” وقدم بعض الأسانيد العقلية والنصية التي تدفع بعدم معقولية أن يصدر ذلك عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ونالت المحاضرة الكثير من استحسان الحاضرين وبخاصة من النساء.
ومن جانبه قدم الدكتور أحمد طقش تناولاً لقضية المرأة من منظوره الخاص الذي وضعه في كتابه “التطبيع مع المرأة”، والذي جرى تصنيفه من قبل كثير من المشاركين باعتباره شهادة تقديس للمرأة.
وتحدث خلال الجلسات كل من سيدة الأعمال الكويتية بسمة السلطان، وآلاء الفليكاوي ومؤسس مبادرة سفراء الإيجابية سلوى آل رحمة والناشطة الاجتماعية الدكتورة تهاني التري وعدد من الباحثين والمهتمين بشئون المرأة.
وتقول دانة الضويحي منسق التنظيم، أن المؤتمر سوف يركز في يومه الثاني “الأحد” على عدد من المحاور أبرزها دراسة حول حقوق المرأة والظلم المجتمعي، الفهم الحقيقي لتعدد الزوجات، المنطلقات الذكورية للأسرة والمجتمع، الدور الريادي للمرأة في الأعمال التطوعية وأثر التكنولوجيا الحديثة على الأسرة وتعامل الأسرة مع ذوي الإعاقة.
