فهي السم الزعاف الذي لوتعاطيناه؛ لهلكنا في الحال.
وهذا مايخطط له أعداؤنا بأقل التكاليف؛ فمطلوب منا الحفاظ على اللحمة الوطنية وافتراض حسن النية في السر والعلن.
فالشرع يحكم بالظاهر إما حساب الباطن؛ فهذا يحكم به الله دون غيره وهذا من العقيدة.
فديننا لايأخذ بالشك والظن والريبة؛ فهي من أدوات البغضاء التي يبثها إبليس بين الناس والسعيد من خالفه.
وقد أنزل الله سورة في القرآن تنظم أحوال الناس، وهي سورة الكافرون وآخر آية في هذه السورة لكم دينكم ولي دين.
وأخبر الله رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- بقوله تعالى:( لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِر) الآية.
وإيران تود لنا اتباع داعش، ولكن لاتود اتباع الشيعة والسنة؛ لهذا الوطن في لحمة واحدة يسودها السكينة والاطمئنان والعيش بسلام، وأخشى ما أخشاه يكون جهلنا يحقق أهداف المجوس فندمر أنفسنا بأنفسنا.
ويخططون أن نفكك لحمتنا بأيدينا وللتاريخ وقفات لم نعتبر بها رغم مرارتها؛ فالمجوس بعد أن هدم عمربن الخطاب مملكة كسرى وقضى عليها أتوا إلى دمشق وبغداد على صفة مستشارين مخلصين؛ فتم الاعتماد عليهم عند الخلفاء واستطاعوا هدم كرسي الخلافة في دمشق عندما أتوا بالعباسيين، وأنهوا دور نشر الإسلام الذي قام به اﻷمويون من شرق اﻷرض وغربها واختراعهم أول أسطول بحري في العالم في البحرالأبيض؛ فهم من أوقف توسع الإسلام بعد القضاء على اﻷمويين وعبر أساطيلها في البحار، ثم هم من أتى بالتتار لهدم كرسي الخلافة في بغداد.
وبين المجوس واليهود توافق في العمل الخفي في تدميرالإسلام على خلفيات عقدية تاريخية أساسها إجلاء اليهود من الجزيرة العربية على يد رسولنا الكريم من المدينة المنورة، ومن خيبر وزواجه من ابنة ملكهم في خيبر أم المؤمنين صفية؛ وذلك تكريمًا لها
فحقدوا اليهود أن رسول آخر الزمان، ليس منهم رغم معرفتهم به في كتبهم تمامًا، ومن هنا تم تحريف التوراة والإنجيل لطمس ذكر رسول الله الذي ظهر في بلاد العرب من قريش ولم يكن منهم.
والمجوس تتكئ على روح الانتقام من المسلمين على خلفية هدم مملكة كسرى، وأسر بناته وإحضارهم إلى المدينة واللاتي رفضن أن يبعن في سوق الجواري، وطلبوا من عمر ان يزوجهن من أبناء وجهاء المسلمين بقولهن نحن بنات كسرى؛ فزوجهن إلى كل من الحسين بن علي وعبدالله بن عمر وأحد أبناء أبوبكر.
ومنذ ذلك التاريخ حتى الآن، والمجوسية تعمل مع الماسونية لهدم كرسي الإسلام من خلال جهلنا، ومن خلال جهلائنا ومتعلمينا أيضًا ممن لم يفهموا اللعبة؛ وذلك عندما يخاطبوننا في اللاوعي أي في العقل الباطن، وهنا نسمع ونطيع فهم يجيدون فن إقناعنا من هذا العقل الباطن؛ ﻷنه لوخاطبونا من خلال العقل الظاهر لرفضناهم فالمجوسية والماسونية يعرفون من أين يبدأون في أكلنا ويستغلون كل الفرص؟!
فمثيرًا أمر من ينصبون المحاكم والمشانق لعباد الله، أليس اليهودي كان جارًا لرسول الله وكان يؤذيه كل يوم وعند غيابه يومين سأل عنه، فقيل: إنه مريض فذهب لزيارته فهلل اليهودي وكبّر وأسلم.
تبًا لنا من مسلمين لم نتبع سنته؛ لتتبعنا اﻷمم مثل اليهود والنصارى والرافضة، لقد نبذ رسولنا الكريم العنصرية، وقال دعوها فإنها منتنة وقبح أسياد العنصرية الدينية، والأخلاقية، والفكرية، والاقتصادية، والوجاهية.
وصدق رسول الله عندما قال قرني، ثم الذي يليه، ثم الذي يليه، ثم تقام الساعة على شرار الناس؛ فكم بقي لنا على الساعة !
فحصاد الألسنة هو من يكب الناس في النار والعياذ بالله.
اللهم إننا نستغفرك لذنوبنا وجهلنا وما وصلنا إليه.
أشهد أن لاإله إلا الله نستغفرك اللهم ونتوب إليك.
عبدالله محمد التنومي
الباحث في أدب التاريخ الإسلامي والإنساني- جدة
0