همسات الخميس
مضى خامس المؤتمرات النيّرات مثلما مضى إخوته الأربعة قبله، مضى ناجحا موفقا يدل نجاحه وتوفيقه على حراك ثقافي ناجح موفق تشهده المملكة العربية السعودية عبر مؤسساتها الثقافية المختلفة، مضى ومضت وأمام كل مؤتمر منها وخلفه زوبعة هائلة من النقود والاعتراضات والأمنيات وشيئا من التحامل الذي لا يليق بأهل الثقافة والأدب، فالنقد مقبول والاعتراض مقبول والتمني مقبول أما التحامل فهو يحمل وحشة الانتقام وسواد النفس الأمارة بالسوء.
ومن التحامل أن نمتشق سيف التفرقة فنقول هذا أكاديمي وهذا غير أكاديمي، وهما (مادام شغلهما الأدب) مثل جناحي طائر يحلق بهما الحراك الأدبي، والا فلماذا قامت كليات اللغة والأدب وأقسامها؟ أليس للدفع بأجيال من المتخصصين في حقل النقد الأدبي والدراسات الأدبية؟ وما هي المادة التي سيشتغل عليها أولئك المتخصصون؟ أليست ما يبدعه المبدع بصرف النظر عن مؤهلاته الدراسية؟
ومن التحامل أيضا أن يتبرم الواحد منا لرفض بحثه فينتقص من أبحاث الآخرين دون وجه حق، أو يتبرم من عدم دعوته فيضع من أقدار الآخرين، أو أن يضع على عاتق المؤتمر مالا يحتمل فيحاكمه على أمنيات لم تتحقق أو على توصيات لم تتم أو على تكرار تفرضه طبيعة الحياة وتعاقب الأجيال، أو على أخطاء تنفيذية لا يخلو منها أي عمل كبير ولا تنتقص من نجاحه شيئا.
كتب الله لي أن أحضر المؤتمرات الخمسة جميعها، حضرت الأول وأنا في مطلع سنوات الجامعة، وحضرت الخامس وأنا في مطلع سنوات الآزفة، وعلى امتداد ذلك كله سمعت ورأيت وكتبت، صافحت وعانقت وضحكت وبكيت، ما أزعجني رأي ولا اعتراض ولا رفض إلا التحامل فليس مني ولست منه، وأتمنى على الله أن يحييني حتى أرى المؤتمر العشرين فإن زاد عن ذلك فهو الغني الكريم وهو المستعان.
لكل ناجح أعداء اعداء النجاح كثيرون وفيهم من هو رأس ماله تعقيب لا يعرف معنى الابداع او النقد البناء كلامهم الله مزيف بالحسد والكرهية لم يشتغل الله يهديهم
شكرا لمرورك الكريم .