عبدالرحمن الأحمدي

في أحلامنا أجزاءٌ من الفضيلة..

الحلم القديم تبدأ حكاياته الأولية مع دقات القلب البسيطة..المتوافقة مع همسات النفس.. وخلجات الروح..وانبعاثات رقيقة تسري مع الأمل العتيق في جنح الليل المعتم الهادئ.. أو مع انبثاق خيوط الفجر الصادق المبهِج وهي تتماهى عبر البسمات الأنيقة..ووسط التفاؤل المرغوب..والمها الجميلةأنشودة عذبة تردد في رحاب البشرية المحبة للجمال.. ولو كانت قطعة موسيقية لتوقف الفكر محتارا.. وتأملت النفس مرارا في كيفية صياغتها أكثر من مرة..بعد المرة.. في بداية ولادة اللحن وعلى أي سلم موسيقي مناسب تركب هذه القطعة أو بالأصح هذه التحفة الإنسانية .. فأحيانا النماذج الفريدة الغالية تكون نادرة في سماء الكون..أوهي- إنصافا- أشبه بليالي العيد البعيدة.. التي لم تتكرر حتى الآن.. ولا أظن لهاأن تتكرر..!! وعلى غرار كلمات الشاعر الباهي في مطلع قصيدته: “بأي حال عدت ياعيد..” ولكن- صدقا- هنا بأي عين أراك أيتها المها..؟

في أول الخطوات المتفائلة.. ماقبل الحياة الجديدة تتلفت العين هنا أوهناك..في مكان يجتمع فيه الناس ويشهدوا..أوحتى في مكان تقل فيه الأصوات الحائرة .. إما خوفا من مجهول.. أوترقبا لمأمول..وإن كان الآخر آكد وأرغب .. فكل ذهاب أو إياب له غاية.. وغاية علَّها تأتي على حلو هوى الساري..فالأحلام الوردية حق مشروع لكل من يملك وريدًا ينبض بالحبِّ والعشق الطاهروالحياةالكريمة.. في جنبات مملكةحالمة يسودها الغرام والهيام والمودة والسكينة.. وحين يجد القلبُ العفيفُ مرادَه فيمن ارتضاه له شريكا وعشيقا يشعر أنه ملك الدنيا ومافيها .. وأن النفس في أسعد أوقاتها..تناغمامع بديع كلمات الخفاجي الثائرة “تصدق ولا أحلف لك..عجزت بلساني أوصف لك.. نعيم القرب في وصلك..وإنت كريم من أصلك..”

إن الحياةَ بطبعها قصيرةٌ جدا.. ولا تحلو إلا لغافل..ولاتحتمل الألم َوالحزن والأذىوالعبث.. من أي طرف للآخر..فكلَّماكان ما بينهماجميل؛كلَّما كانت الحياة كلُّها جميلة..ولا تحتمل المنغصات في كل وقت وحين..فكبار المشاكل من أتفه صغار الأمور..ومتى وُجِد الحبُّ الصادق، والتضحية الكبيرة؛ انتهت أتعس المواقف إلى زوال.. وكأنه شئ لم يكن..وإذا فُقِد الرجاء الأخير في المحب.. واختلطت جميع الأمور وتباينت.. فهناك مدبر الأمور .. الذي لا يحول ولا يزول.. والذي يطلبنا الدعاء ولا غير الدعاء الملح والدائم..في فسح النهار أو جوف الليل. وهذه الحياة الدنيا أريد لها مبدعها..أن تبنى على كدر وماهي في حقيقتها إلا رحلة مؤقتة لنيل الأجمل الخالد هناك في العالم الآخر الباقي.. في أوقات رخاء وسعادة دائمة.. أيتها المها.

عبدالرحمن الأحمدي

Related Articles

2 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button