المقالات

اتقوا الشهوات

 

المطاعم التي انتشرت بكثرة في بلدنا من فترة لا بأس بها وحظي معظمها بزبائن كثر يمكن أن تلحظ ذلك من الازدحام الكبير للمركبات أمامها سواء في مطاعم الوجبات السريعة وtake a way أو المقاهي والمطاعم التي تفتح أبوابها لزبائنها حتى منتصف الليل، كان لا بد أن نتنبأ للخطر القادم من هذا الغزو الذي شكل ظاهرة مخيفة وغير صحية ربما تنبثق عن خلل في المجتمع الذي توجه بشكل كبير إلى أكل المطاعم التي تعدت طبق الفول وذبائح المطابخ التي نمدها بأحيان كثيرة بالذبائح التي نجلبها بأنفسنا ونحن على ثقة بمصدرها وكونها طازجة.

الأخبار التي تتصدر وسائل التواصل والصحف وبخاصة الإلكترونية منها المزودة بمقاطع الفيديو وأخبار فورية لا يحد انتشارها مانع أو رقيب على الفضاء الإلكتروني فضحت تجاوزات تلك المطاعم التي قادت الجهات المختصة إلى إقفال بعضها بالشمع الأحمر بسبب اللحوم الفاسدة المستخدمة فيها أو زيوت غير صالحة للاستخدام البشري أو أكلات محضرة منذ زمن أو لانتهاء صلاحيتها وكل هذا لم يشكل رادعا لمقاطعة الطعام من خارج المنازل أو على الأقل التخفيف من هذه الظاهرة رغم قيام الخادمات في معظم المنازل بالطهي، واقتصار موائدنا على الأكلات الرئيسية الشعبية كالكبسة والجريش والهريس والمرقوق.

بل لقد تتهاوم بعض الأسر بشكل كبير مع بعض أفرادها الذين رغم توفر الطعام في المنزل يطلبون الوجبات من المطاعم وتعدى ذلك إلى القهوة والمشروبات التي لا فائدة غذائية منها بعد إعدادها بفترة.

الإعلانات التجارية التي يتسابق إليها المتنافسون كانت وسيلة فاعلة وشهية للترويج لتلك المطاعم كما طرق إعداد الأطباق التي تسابق لها المتسابقون عبر سناب شات ودلل على الإقبال الشديد عليها قلة وعينا وعدم تخطيطنا وكذلك التبذير الذي لا مبرر له والصحة التي لا نضعها ضمن اعتباراتنا لذلك كثرت حالات التسمم وأمراض السكري الناتجة عن كثرة السكريات والنشويات في تلك الأطعمة.

لم أرغب أن يكون مقالي هذا محاضرة في الصحة وترشيد الاستهلاك والتخطيط بقدر ما يؤلمني هذا التوجه المقيت للأكلات الجاهزة ولم يردعنا كمستهلكين كل ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي بما يندى له الجبين وتشمئز له الأبدان عما ذكرنا وتلاعب العمال في المطاعم بمعايير الجودة والصحة ، ناهيك عن الأمراض التي انتشرت وبشكل كبير في المجتمع السعودي كالسمنة والسكري والكوليسترول.

الدول الأوروبية والأمريكية التي تعتبر شعوبها بسبب طبيعة الحياة والانهماك في العمل الأكثر إقبالا على المطاعم هناك معايير مشددة تتقيد بها المطاعم وتتابعها الجهات الرقابية الصارمة التي قد تغلق المنشأة فورا لأصغر سبب.

ليس ألذ وأشهى من أكلة منزلية يجتمع حول مائدتها أفراد العائلة.

قد يكون العشاء خارج المنزل له طقوسه حين يقتصر على مرة أو اثنتين شهريا ، وتبعا لمناسبة معينة أو ظرف منع ربة المنزل من إعداد وجبة طازجة في المنزل بمكونات تعرفها جيدا وتأمنها.

المعدة بيت الداء فاتقوا الشهوات.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button