المقالات

من غيّب رائد الدراما حمزة

من الأسماء الدرامية الرائدة في عالمنا العربي عمومًا وفي الخليج على وجه الخصوص يبرز اسم الممثل الكبير والقدير في فنه محمد حمزة، والذي قفز بالدراما السعودية إلى الأمام، بل وجعلها في عدة سنوات تنافس الدراما المصرية والسورية من خلال العديد من الأعمال القوية مثل “ليلة هروب” بمشاركة لعددٍ من الممثلين السعوديين والمصريين وبعض المقيمين، كذلك مسلسل “أصابع الزمن” الذي شاركته البطولة الممثلة المصرية مديحة حمدي ونسرين وغيرهم، كذلك مسلسل “قصر فوق الرمال” مع الراحل المتميز الممثل والشاعر والمنتج لطفي عقيل زيني -يرحمه الله- ووالدينا ونحن وجميع موتى المسلمين، كذلك مسلسل “أين الطريق” ومع الراحل المونولوجست سعيد بصيري -يرحمه الله-؛ بالإضافة لمسلسل “دموع الرجال” و”الزير سالم” و”جمال الدين الأفغاني”، و”بعثة الشهداء”، وسهرات عديدة منها الزفاف، وآخر رسالة حب.
ما يتميز به محمد حمزة عن غيره هو أنه ممثل شامل، كاتب، وممثل، ومخرج، ومنتج، وكاتب سيناريو وحوار، جميل كذلك يتميز بأن أعماله يطغى عليها الطابع العربي؛ كون معظمها يشاركه التمثيل فيها فنانين خليجيين وعرب، وهذا ماأكسبها وأكسبه شهرة تفوق الأعمال السعودية الأخرى بل والعربية.

محمد حمزة الذي حظي بالتكريم والتقدير خارجيًّا، بينما هو مهضوم التقدير محليًّا من الجهات الرسمية المعنية، كرم عام 2006 من قبل مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون كواحد من أبرز رواد الفن العربي، فإذا كان محمد حمزة غاب عن المشاهد في السنوات الأخيرة فهذا لم يكن بسبب توقفه، بل بسبب تجاهل القائمين على الإنتاج والتعميد بالإنتاج السعودي له وعدم الإفراج عن أعماله التي هي حبيسة الأدراج ولا تحتاج إلا السماح بإنتاجها أوعرضها لدى التلفزيون أعمالًا لها أكثر من عشر سنوات في مقدمتها نص حول الإعاقة؛ حيث طالب الفنان بالإفراج عنه أو إعادة النص إليه رغم أنه مصدق ومعتمد ومجاز منهم، ومن وزارة الشؤون الاجتماعية سابقًا كان الفنان ومازال يحلم بعرضه تزامنًا مع فوز منتخبنا لذوي الاحتياجات الخاصة بكأس العالم لكرة القدم، كما أن لديه نصوص كثيرة، لكن كما قال لايلدغ المؤمن من جحر مرتين.
مساعي الفنان بدأت من جديد في العام 2015 للمحاولة مع التلفزيون؛ لتقديم مسلسل ذوي الاحتياجات الخاصة، وعمل آخر باسم العشب وثالث للأديب الراحل عبدالله جفري -يرحمه الله- وموتانا وموتى المسلمين، لكن حتى الآن لم يفرج عنه ولم يعده التلفزيون.
الفنان محمد حمزة من شدة حرصه على فنه وحبه لجمهوره الوفي عوّض غيابه الذي هو تغييب، وليس غيابًا بحضوره القوي، ووضع بصمته المعروفة الثابتة فنيًّا من خلال الدراما الإذاعية التي أبدع فيها لسنوات؛ حيث أطل عبر السوشال ميديا بعمل رمضان جميل قبل سنوات.
محمد حمزة يا سادة يا كرام في تلفزيوننا العزيز ووزارة الثقافة والإعلام، فنان خدم الدراما لأكثر من خمسين عامًا كان فيها ومازال أمينا عليها متألقًا أوصلنا للعالم العربي بما قدمه فنان مثله لا يحتاج إلا الدعم المادي والمعنوي والتحفيز والتشجيع؛ لكي يستمر مبدعًا يعمد قبل غيره؛ لكي يواصل تقديم الأعمال الهادفة التي لا يتقنها غيره.

يقول محمد حمزة في إحدى لقاءاته:” إنه من الفنانين غير المدعومين من قبل التلفزيون السعودي، والدليل تأخر عرض واعتماد الكثير من أعمالي الفنية رغم إجازتها من القائمين على الإنتاج للأعمال الدرامية بالتلفزيون السعودي”.
نقول تجاهل قامة فنية بحجم حمزة وعدم تعميده ودعمه، وعدم عرض أعماله قاد الدراما السعودية للتدهور؛ فهل يعقل أن نعمد مسلسلات التنطيط والاستهبال والطهبلة، والنكت البايخة، ونتجاهل إبداعات محمد حمزة؟
السؤال من غيّبة ؟ فكونه غيب عن جمهوره يغيب إبداعه نعم، لكنه كشخص لا يغيب عند من يفهمون معنى الدراما الحقيقية التي لا يقدمها إلا محمد حمزة؛ كونه رجلًا لا يتكرر في الدراما العربية عمومًا والسعودية والخليجية على وجه الخصوص.

محمد عبدالعزيز اليحياء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى