لا شك ان الجهل عدو الإنسان الأول ، ولكن يمكن أن أضيف إلى هذا العدو الأول عدوا ثانيا،ألا وهو الغضب :الانسان حينما يغضب،ينفلت الزمام من يده ،وتقع كل المشاكل المدمرة بسبب لحظة غضب .
قال عليه الصلاة والسلام ((ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب))
والقصص فى هذا الموضوع كثيرة ومؤلمة ، ومنها قصة زوجين كانت الحياة بينهما يسودها الحب والوئام الا أن جاء صباح ذلك اليوم وحين أراد أن يودعها ليذهب لعمله طلبت منه أن يصلح جهاز الكهرباء فهى تحتاجه وعندما هم بإصلاحه سألها عن مفك البراغى ، فردت عليه إنها لا تستخدمه وأنه هو المسؤول عن ضياعه ، فوصفها بالمهملة واشتد النقاش بينهما فما كان من ذلك الزوج الا أن ضربها حينها لم تتمالك الزوجة نفسها من الغضب فحملت طفلها وهمت بترك المنزل وحينما رأى الزوج ذلك
هددها ان تركت المنزل فهى طالق ،ومع ذلك لم تصغى الزوجه لتهديد زوجها فطلقها وفى اليوم التانى ، دخل الزوج غرفة طفله، وإذا بالشئ الذى كان يبحث عنه ملقى بين ألعاب طفله،
وهذا الشاب الذى خرج وأمه غاضبة عليه ، وهو يسوف غدا أطيب خاطرها ، ولكنها ماتت قبل الغد ، وبقيت الحسرة فى صدره منذ موتها ، ولن تتركه الحسرة الا برحيله ،
وهذا الزوج الذى خرج من بيته وقد اغضبته زوجته ، كبرياء الزوجة منعها من الاعتذار وقالت اعتذر له بعد أن يرجع ،
لكنه خرج ولم يعد .
اكثر المشاكل التى تقع بسبب الغضب الطلاق ،والذى ينشأ عنه تشرد الأبناء ،آلام نفسية كثيرة،
قد تكون الزوجة هى سبب انفعال الزوج وغضبه ، فبعض النساء اذا غضب زوجها وتلفظ بكلمة ردت عليه بأخرى ، ومنهم
من عرفت ما يضايقه وتعمدت او تجاهلت أسباب غضبه ، فَلَو علمت تلك الزوجة أن من صفات الزوجة الصالحة أن تكون من خير متاع الدنيا وكما وصفها النبى صلى الله عليه وسلم فقال:((ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء؟المرأة الصالحة، اذا نظر اليها سرته،وإذا غاب عنها حفظته ، وإذا أمرها أطاعته )) تلك الزوجة التى تعرف كيف تحتوى زوجها فى كل الظروف والأوقات ،كل ذلك دون أن تهضم حقها أو تفرط فى حقوقها المشروعة ، فالرجل لا يتعامل مع زوجته بحدة وقسوة ، دون وجود أسباب ، فعلى الزوجة تجنب تلك الأسباب ، بأن تكون جميلة فى روحها ومشاعرها وتصرفاتها فتنجح فى امتلاك قلبه وطاعته فى غير معصية
حينها ستجد زوجها يتغير فى تصرفاته وردات أفعاله .
قال تعالى :(وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعد بالله إنه هو السميع العليم) الآية ٣٦من سورة فصلت
ما أجمل أن يتحلى الزوجين بحسن الخلق ويتخدوه منهجآ للتعامل فيما بينهما،
لأنه المصباح الذى يشع داخل البيوت الزوجية فيملأها بأنواره وضياءه .